إيسكو وريال مدريد – الصبي الذي راوغ أحلام الجماهير، ثم اختفى في الزحام
في كل جيل، يولد لاعب يُبهرك في أول لمسة، ويجعلك تعتقد أنه كتب قصته مع الكرة في دفاتر الشعر لا الخطط التكتيكية.
هذا كان إيسكو.
الفتى الذي رسم لنفسه مكانًا في وسط ريال مدريد المزدحم بالنجوم… بمراوغة، ولمسة، وتمرير من نوعٍ خاص.
الفصل الأول: من شمس الأندلس إلى برد البرنابيو
ولد إيسكو في مدينة “بنالمادينا” الساحلية بجنوب إسبانيا، وفي أزقة ملقا بدأ سحره يتكوّن.
الكل رأى فيه “أندريس إنييستا الجديد”، بعينين لامعتين ومهارة ناعمة.
في عام 2013، بعد أن توّج بجائزة “أفضل لاعب شاب في أوروبا”، جاء ريال مدريد وخطفه من أنياب مانشستر سيتي.
وكان أول توقيع في حقبة كارلو أنشيلوتي.
الفصل الثاني: بداية حُلم باللون الأبيض
في أول موسم له (2013–2014)، دخل إيسكو إلى نادٍ لا يرحم: كريستيانو، بيل، بنزيما، دي ماريا، مودريتش، ألونسو…
ومع ذلك، وجد لنفسه مكانًا.
سجل أهدافًا حاسمة، شارك كأساسي في مباريات كبيرة، وكان عنصرًا بارزًا في حملة “لا ديسيما” التاريخية — دوري أبطال أوروبا العاشر.
وفي النهائي ضد أتلتيكو مدريد، لعب دورًا تكتيكيًا مهمًا حين دخل بديلًا، وساعد في قلب النتيجة، kooora live.
الفصل الثالث: بين فخ العمق وبريق المهارة
إيسكو لم يكن لاعبًا سريعًا، لكنه كان ذكيًا.
لم يكن هدافًا، لكنه كان قادرًا على تمرير الهدف قبل أن يعرفه غيره.
كان يمتلك:
- تحكمًا ناعمًا بالكرة
- قدرة على التخلص من الضغط في أضيق المساحات
- جرأة في المراوغة
- حبًا للجمهور الذي لم يخفي إعجابه به يومًا
ومع ذلك… ظل دائمًا في صراع داخلي: هل هو صانع ألعاب تقليدي؟ لاعب جناح؟ أم محور وسط ثالث؟
هذا الغموض جعله أحيانًا ضحية لاختيارات المدربين.
الفصل الرابع: عام 2016 – بداية مرحلة النضج
عندما عاد زيدان في 2016، بدأ يعتمد على إيسكو أكثر.
وكانت ذروته في موسم 2016–2017، حين قدم أفضل نسخة له على الإطلاق.
في ذلك الموسم، كان إيسكو هو العقل المدبر في غياب بيل، وقاد ريال مدريد للثنائية التاريخية:
🏆 الدوري الإسباني
🏆 دوري أبطال أوروبا (ضد يوفنتوس في النهائي)
قدم أداءً ساحرًا ضد أتلتيكو مدريد في نصف النهائي، وراوغ وسط يوفنتوس في النهائي كأنه يلعب في الأزقة.
أثبت أنه لاعب من طينة الكبار… لا مجرد موهبة.
الفصل الخامس: حين بدأ السحر يتلاشى
بعد ذلك الموسم التاريخي، بدأت معركة جديدة: الاستمرارية.
إيسكو كان يعاني من:
- تقلّب المستوى
- فقدان الثقة من المدربين (خاصة سولاري ولوبتيغي لاحقًا)
- مشاكل بدنية
- صراع داخلي بين “الفنان” و”الموظف التكتيكي”
تقلصت مشاركاته، وتضاءل دوره، وتحول من “أساسي لا غنى عنه” إلى “لاعب دكة” خلف مودريتش وكروس وأحيانًا فالفيردي.
الفصل السادس: الخروج بصمت…
في 2022، وبعد 9 مواسم في النادي، رحل إيسكو عن ريال مدريد دون احتفال يليق بتاريخه، دون دموع جماهيرية، ودون أضواء.
رحل كمن يعرف أنه فشل في كتابة النهاية التي حلم بها.
لكنه ترك خلفه:
- 353 مباراة
- 53 هدفًا
- أكثر من 50 تمريرة حاسمة
- 5 دوري أبطال أوروبا
- 3 دوري إسباني
- 3 كأس عالم للأندية
- 3 سوبر أوروبي
- 1 كأس ملك إسبانيا
- 3 سوبر إسباني
وقبل كل ذلك، ترك لحظات من المتعة الخالصة.
الخاتمة: إيسكو… من الفنان إلى الذكرى
إيسكو لم يُنهِ مسيرته مع ريال مدريد كما يجب.
لكن إن كنت مدريديًا عشت بين 2013 و2018… فأنت تعلم أنه في لحظات كثيرة، كان هذا الصبي الساحر هو من يصنع الفرق.
في عالمٍ يُكافئ السرعة، عاش إيسكو بثقافة اللمسة…
وفي نادٍ لا يرحم، قاوم ليبقى فنانًا، حتى لو تكسّرت ريشة الرسم في النهاية.