لويس سواريز وأتلتيكو مدريد: المظلوم الذي عاد للواجهة من بوابة المجد
في صيف 2020، وبينما كانت الأضواء تنصب على رحيل الأساطير من برشلونة، خرج لويس سواريز من الكامب نو مطرودًا بطريقة مؤلمة، وكأن التاريخ قرر أن يقسو عليه في نهاياته. لكن ما لم يتوقعه أحد هو أن هذا “المنتهي” كما وصفه البعض، سيعود ليتوّج بطلاً من بوابة أتلتيكو مدريد.
كانت تلك القصة واحدة من أعظم فصول الانتقام الرياضي في تاريخ الكرة الإسبانية، kooralive.
البداية: غضبٌ، إصرار، وحلمٌ لم يمت
انضم سواريز إلى أتلتيكو مدريد في سبتمبر 2020 مقابل مبلغ زهيد بعد أن استغنى عنه برشلونة بأمر من المدرب رونالد كومان.
الصفقة أثارت الاستغراب؛ كيف لنادٍ ينافس على الألقاب أن يتعاقد مع لاعب في الـ33 من عمره؟
لكن دييغو سيميوني لم يكن يرى فقط الأرقام، بل رأى قلبًا جائعًا للانتصار، ومهاجمًا يعرف طريق المرمى في أي لحظة.
موسم 2020–21: البطل غير المتوقع
جاء سواريز إلى فريق اعتاد على المعاناة، لكن ما فعله في موسمه الأول كان إعجازًا:
- سجّل 21 هدفًا في الدوري الإسباني
- كان أكثر من نصفها أهدافًا حاسمة، إما للفوز أو لتعديل النتيجة
- سجل هدف الفوز في الجولة الأخيرة ضد بلد الوليد، ليمنح أتلتيكو مدريد لقب الدوري الإسباني بعد غياب 7 سنوات
ذلك الهدف لم يكن مجرد كرة داخل الشباك، بل كان صرخة انتصار، ودمعة ألم، ورسالة إلى من ظن أنه انتهى.
سواريز بعد التتويج: “لقد قللوا من شأني”
انفجر سواريز بالبكاء بعد التتويج، وقال بصراحة:
“لقد قللوا من شأني، استغنوا عني، شككوا في قدرتي على اللعب على هذا المستوى… لكن أتلتيكو منحني كل شيء، وأنا رددت الجميل.”
كانت كلماته تحمل كل المعاني الممكنة: الانتصار، الكبرياء، والانتقام الرياضي النظيف.
موسمه الثاني: بداية النهاية
في موسم 2021–22، تراجع أداء سواريز تدريجيًا مع تقدمه في العمر وتراجع الحالة البدنية.
سجّل أهدافًا مهمة لكنه لم يكن بنفس الحسم كما في الموسم الأول.
رحل في نهاية الموسم بعد أن ودعته جماهير “واندا ميتروبوليتانو” بحرارة، مُدركة أن هذا الرجل كتب سطرًا خالدًا في تاريخ النادي.
تحليل فني:
- ✅ ذكي في التحرك داخل منطقة الجزاء
- ✅ قاتل في الفرص النصف مؤكدة
- ✅ خبير في قراءة المدافعين والتفوق عليهم بالتمركز
- ✅ يمتلك شخصية قيادية وعدوانية تناسب فلسفة سيميوني
- ✅ لا يرحم أمام المرمى
حتى وهو في الثلاثينات، كان يعرف متى يتحرك، وأين يقف، وكيف يضرب.
الختام: لويس سواريز.. قناص مدريد غير المتوقع
لم تكن قصة سواريز مع أتلتيكو مدريد مجرد انتقال آخر، بل كانت قصة رجل أُهين في مكان ووجد الاحترام في مكان آخر.
في عام واحد فقط، حوّل الإهانة إلى وسام، والدمعة إلى ذهب.
أثبت أن القيمة لا تقاس بالعمر، بل بالعطاء، وأن الانتقام أحيانًا لا يأتي بالكلام، بل بالأهداف والألقاب.
لويس سواريز.. البطل الذي جاء إلى مدريد ليثبت للعالم أن نهاية القصة لا تُكتب إلا بيد أصحابها.