Nightlife

موراتا وريال مدريد: النجم الذي ظل عالقًا بين الحلم والحقيقة

موراتا وريال مدريد: النجم الذي ظل عالقًا بين الحلم والحقيقة

موراتا وريال مدريد: النجم الذي ظل عالقًا بين الحلم والحقيقة

في روايات كرة القدم، نجد من قضوا العمر يحاولون الوصول إلى القمة، ومن وُلدوا داخل أسوارها…
لكن القصة الأغرب هي لمن وصلوا إلى القمة، ثم أُجبروا على النزول عنها مرارًا
وهذا تمامًا ما حدث مع ألفارو موراتا، ابن ريال مدريد الذي حلم أن يكون “راؤول الجديد”، لكنه ظل البديل المثالي في نادٍ لا يرضى بأقل من الأفضل دائمًا.

البداية: فتى أكاديمية ريال مدريد

ولد ألفارو موراتا في مدريد عام 1992، ونشأ في عائلة تعشق النادي الملكي.
انضم إلى أكاديمية ريال مدريد في سن صغيرة بعد تجربة قصيرة مع أتلتيكو مدريد وخيتافي، وسرعان ما لفت الأنظار بفضل طوله، قوته البدنية، وقدرته على التمركز داخل منطقة الجزاء.

في فرق الناشئين، تألق موراتا بشكل لافت وسجل أهدافًا حاسمة، وكان يُقارن كثيرًا بـ راؤول غونزاليس، حتى أن البعض اعتبره الوريث الطبيعي للقميص رقم 7.

الانفجار الأول مع الفريق الثاني

في موسم 2010-2011، بدأ موراتا اللعب مع ريال مدريد كاستيا (الفريق الثاني)، وسرعان ما أثبت نفسه كأحد أبرز المواهب الإسبانية الشابة.
سجل أكثر من 20 هدفًا في موسم واحد، ليُستدعى بعدها من قبل جوزيه مورينيو للفريق الأول.

كانت بداياته متقطعة، يشارك لبضع دقائق هنا وهناك، لكنه دائمًا ما يترك انطباعًا جيدًا… وهدفه الأول مع الفريق الأول جاء في ديسمبر 2012 ضد ليفانتي.

تحت ظل الكبار

في تلك الفترة، كان موراتا يعاني من المنافسة المستحيلة: بنزيما، هيغواين، كريستيانو… مهاجمون من طراز عالمي.

ورغم موهبته، لم يحصل على فرص منتظمة، فقرر النادي إعارته إلى يوفنتوس في صيف 2014… في خطوة غيّرت حياته.

التألق في يوفنتوس… ثم العودة بطموح البطل

في إيطاليا، تحت قيادة أليغري، انفجر موراتا.
سجل أهدافًا في دوري الأبطال، وأقصى ريال مدريد نفسه في نصف نهائي 2015، قبل أن يسجل هدفًا في نهائي البطولة ضد برشلونة.

بعد موسمين ناجحين مع اليوفي، قرر ريال مدريد تفعيل بند إعادة الشراء مقابل 30 مليون يورو… موراتا عاد إلى بيته، وهذه المرة كان مختلفًا: أكثر نضجًا، أكثر شراسة، وأكثر رغبة في إثبات نفسه، kooralive.

موسم 2016–2017: أفضل نسخة من موراتا

في موسم 2016–2017، لعب موراتا دور البديل الذهبي في كتيبة زيدان.
كان الخيار الثاني خلف بنزيما، لكنه كلما شارك… سجل.

  • سجل 20 هدفًا في جميع المسابقات
  • كان هدّاف الفريق في الليغا بعد رونالدو
  • صنع لحظات حاسمة في مباريات صعبة

لكن رغم ذلك، ظل على الدكة في المباريات الكبرى، حتى نهائي دوري أبطال أوروبا ضد يوفنتوس… لم يشارك، وظل جالسًا يشاهد زملاءه يرفعون الكأس.

الرحيل من جديد… الحلم يتحطم

شعر موراتا أن سقفه في مدريد هو أن يكون الخطة B فقط… لذا، طلب الرحيل.

وفي صيف 2017، انتقل إلى تشيلسي مقابل 80 مليون يورو، ليبدأ مرحلة جديدة… لكن القلب بقي في مدريد، كورة لايف.

قال لاحقًا:

“لم أرد الرحيل… لكن لم أشعر أنني الخيار الأول أبدًا.”

رحلات كثيرة… والعودة إلى الجار

بعد تجربته في تشيلسي، عاد إلى إسبانيا عبر بوابة أتلتيكو مدريد، في خطوة أثارت الجدل… كيف لابن مدريد الأبيض أن يرتدي الأحمر والأبيض؟

لكن الحقيقة أن موراتا كان يبحث عن الاستقرار، شيء لم يجده أبدًا منذ خروجه من الريال.

إنجازاته مع ريال مدريد

رغم أنه لم يكن النجم الأول، حقق موراتا ألقابًا مهمة مع الملكي:

  • 🏆 دوري أبطال أوروبا: 2013–14، 2016–17
  • 🏆 الدوري الإسباني: 2011–12، 2016–17
  • 🏆 كأس ملك إسبانيا: 2010–11
  • 🏆 كأس السوبر الإسباني: 2012
  • 🏆 كأس العالم للأندية: 2016
  • 🏆 السوبر الأوروبي: 2016

ماذا قالوا عنه؟

  • زيدان: “موراتا لاعب ناضج جدًا، يعرف كيف يقرأ المباريات، لكنه ضحية المنافسة.”
  • راموس: “كان أحد أكثر اللاعبين التزامًا… دائمًا جاهز، دائمًا محترف.”

أرقام موراتا مع ريال مدريد

  • عدد المباريات: 95
  • عدد الأهداف: 31
  • عدد التمريرات الحاسمة: 12
  • معدل هدف كل 117 دقيقة

الخاتمة: بين الحب والمنافسة

قصة موراتا مع ريال مدريد ليست قصة أسطورة خالدة أو نجم لا يُنسى… بل قصة ابنٍ أحب بيته، لكن لم يجد فيه مكانًا دائمًا.

ظل يحلم بأن يكون الرقم 9 الأول في سانتياغو برنابيو… لكنه ظل دومًا الخطة الثانية.

لكنه، ورغم كل شيء، ترك بصمته… وساهم في تتويجات عظيمة… وكان كلما دخل، سجل…
لذلك، سيبقى موراتا في ذاكرة مدريد، لا كأسطورة، بل كـ ابنٍ صالح، لم يُمنح الوقت الكافي ليكبر في بيت عائلته.