إدميلسون وبرشلونة: العمود الخفي في مشروع العودة إلى القمة
في بداية الألفية الجديدة، كان نادي برشلونة يعيش واحدة من أسوأ مراحله تاريخيًا، سواء من ناحية النتائج أو الاستقرار الفني. كان يبحث عن هوية، عن توازن، عن صلابة وسط ضوضاء النجوم الراحلة والألقاب الغائبة.
ومن بين الأسماء التي حضرت بصمت للمساعدة في إعادة بناء الفريق، جاء البرازيلي إدميلسون… الرجل الذي لم يطلب الأضواء لكنه ساهم في إشعالها، kora live.
لاعب بمواصفات دفاعية هجينة
حين وصل إدميلسون إلى برشلونة في صيف 2004 قادمًا من ليون الفرنسي، لم يكن اسمه نجمًا إعلاميًا، لكنه كان معروفًا بين المدربين والنقاد بأنه “الرجل الذي يفهم كيف يُغلق المساحات”.
كان مدافعًا يلعب في الوسط، أو لاعب وسط بمواصفات مدافع، وهذه الميزة جعلته حلًا مرنًا في منظومة المدرب فرانك ريكارد.
📌 ما ميز إدميلسون:
- القدرة على قراءة اللعب
- افتكاك الكرة دون تهور
- تغطية المساحات بين الخطوط
- بناء اللعب من الخلف بثقة
ولأن برشلونة في تلك الفترة كان فريقًا هجوميًا بامتياز، فقد كان بحاجة للاعب وسط دفاعي يمنح الفريق الأمان… وكان إدميلسون هو ذلك الرجل.
ضربة البداية: إصابة كادت تنهي كل شيء
بعد وقت قصير من انضمامه إلى برشلونة، تعرض إدميلسون لإصابة خطيرة في الركبة أبعدته لأشهر طويلة.
ظن البعض أن مسيرته في “كامب نو” انتهت قبل أن تبدأ.
لكن الرجل عاد بقوة… بصمت، بجهد، وبتواضع.
وعندما عاد إلى التشكيلة الأساسية، بدأ برشلونة في التحول التدريجي إلى فريق بطولات.
موسم المجد 2005–2006: إدميلسون في قلب كل شيء
في موسم 2005–2006، كان إدميلسون أحد أبرز عناصر التشكيلة الأساسية، ليس بالأهداف أو التمريرات، بل بالتوازن.
لعب خلف ديكو ورونالدينيو، وفي بعض الأحيان خلف تشافي، وكان الرابط الهادئ بين الدفاع والهجوم.
خاض معظم مباريات دوري الأبطال ذلك الموسم، وشارك في المباراة النهائية أمام أرسنال، حيث تُوج برشلونة بلقبه الأوروبي الثاني.
💡 خلال هذا الموسم:
- شارك في أكثر من 40 مباراة
- افتك عددًا كبيرًا من الكرات في وسط الملعب
- كان أحد العناصر الدفاعية الحاسمة في تشكيلة هجومية بامتياز
تحولات خط الوسط: من عمق الملعب إلى مقاعد البدلاء
مع مرور الوقت، بدأ برشلونة في التغيير مجددًا.
قدوم يايا توريه، ثم لاحقًا سيرجيو بوسكيتس، أعاد تشكيل خط الوسط الدفاعي للفريق، ووجد إدميلسون نفسه يعود تدريجيًا إلى دكة البدلاء.
لكنه لم يثر ضجيجًا، ولم يشتكِ، بل ظل داعمًا للفريق حتى قرر الرحيل في 2008 إلى فياريال ثم بيتيس، قبل أن ينهي مسيرته في البرازيل.
ما بعد الاعتزال: فكر كروي وحنين للفلسفة
بعد الاعتزال، دخل إدميلسون مجال الإدارة الرياضية، وكان حريصًا على تقديم نموذج منضبط ومهني للاعب البرازيلي خارج أرض الوطن.
ولعل أهم ما اشتهر به هو رغبته في نقل قيم “الهدوء والانضباط والعمل الجماعي”، وهي القيم التي جسدها في برشلونة خلال سنواته الذهبية.
الخاتمة: نجم الظل الذي احتاجه ضوء النجوم
لم يكن إدميلسون في حجم شهرة رونالدينيو، ولا في براعة ديكو، ولا في بريق تشافي، لكنه كان لاعبًا لا يمكنك الفوز بدونه.
في فريق يركض للأمام، كان إدميلسون هو من يبقي الجميع متماسكين في الخلف.
في زمن النجوم، كانت برشلونة بحاجة إلى جنود… وكان إدميلسون جنديًا حقيقيًا.