تشافي وبرشلونة – سيد التيكي تاكا وعرّاب الحقبة الذهبية
في برشلونة، هناك أسماء لا تُنسى، تُذكر دومًا جنبًا إلى جنب مع أعظم لحظات النادي… يوهان كرويف، ليونيل ميسي، أندريس إنييستا، وتشافي هيرنانديز.
تشافي لم يكن فقط أحد أفضل لاعبي خط الوسط في التاريخ، بل كان “عقل برشلونة” الذي نظم اللعبة، وصاغ فلسفة التيكي تاكا على أرض الواقع، حتى بات رمزًا للسيطرة الكاملة على المستطيل الأخضر.
الفصل الأول: من “لاماسيا” إلى الفريق الأول
ولد تشافي في 1980، وانضم إلى أكاديمية لاماسيا وهو في سن 11، وتعلم هناك قواعد اللعب الجماعي، التحرك بالكرة ومن دونها، وفلسفة كرويف التي غرست في النادي.
في عام 1998، ظهر لأول مرة مع الفريق الأول، وتحديدًا في عهد المدرب الهولندي لويس فان خال.
ورغم صغر سنه، لفت الأنظار بتمريراته الدقيقة وقدرته على التحكم بإيقاع المباراة.
الفصل الثاني: سنوات البناء في ظل غياب البطولات
في بداياته، لم يكن برشلونة هو الفريق المرعب الذي عرفناه لاحقًا.
عانى تشافي في ظل تقلبات إدارية وتغييرات فنية، لكنه بقي ثابتًا، وأصبح القلب النابض لخط الوسط، يُمرر، يُوجه، ويقود.
في تلك المرحلة، تعلم الصبر، وبدأ ينضج كلاعب وقائد.
الفصل الثالث: ولادة الجيل الذهبي وبداية السيطرة
مع قدوم فرانك ريكارد ثم بيب غوارديولا في 2008، انفجرت موهبة تشافي، وبدأت ملامح الجيل الذهبي تتضح:
تشافي، إنييستا، ميسي، بوسكيتس، بيكيه…
تحت قيادة غوارديولا، أصبح برشلونة آلة كروية لا تُقهر، وتشافي هو محركها الأول.
لم يكن يسجل كثيرًا، لكنه كان يتحكم في المباراة من البداية إلى النهاية، بتمريراته المتقنة وتحركاته الذكية.
الفصل الرابع: موسم 2008–2009… القمة
في هذا الموسم، قدّم برشلونة أحد أفضل العروض في تاريخ كرة القدم، وفاز بالثلاثية التاريخية:
- 🏆 دوري أبطال أوروبا
- 🏆 الدوري الإسباني
- 🏆 كأس ملك إسبانيا
ولعب تشافي دور البطولة في كل هذه الإنجازات.
في نهائي دوري الأبطال ضد مانشستر يونايتد، صنع الهدف الثاني برأسية لميسي، وقدم مباراة متكاملة جعلته مرشحًا لجائزة الكرة الذهبية.
الفصل الخامس: الجوائز والهيمنة على الكرة العالمية
خلال السنوات التالية، استمر تشافي في تقديم أداء عالمي، وفاز بكل شيء مع برشلونة:
- 🏆 4 دوري أبطال أوروبا
- 🏆 8 دوري إسباني
- 🏆 3 كأس ملك
- 🏆 6 كأس سوبر إسباني
- 🏆 2 سوبر أوروبي
- 🏆 2 كأس عالم للأندية
وعلى صعيد المنتخبات، قاد إسبانيا للفوز بكأس العالم 2010 ويورو 2008 و2012.
تشافي بات رمزًا للعب النظيف، وللسيطرة على الكرة بعقل لا يهدأ.
الفصل السادس: الرحيل الملكي… إلى قطر
في 2015، وبعد فوزه بالثلاثية للمرة الثانية تحت قيادة لويس إنريكي، أعلن تشافي رحيله عن برشلونة.
انتقل إلى السد القطري، في تجربة جديدة كروياً، لكنها لم تُنسِه أبدًا انتماءه لبرشلونة.
غادر بهدوء، لكن الجميع وقف له احترامًا، لأنه لم يكن لاعبًا عاديًا… بل جزءًا من قلب هذا النادي، kooralive.
الفصل السابع: العودة كمدرب… واستعادة الهوية
في 2021، وبعد فترة من التدهور الفني والإداري، عاد تشافي إلى برشلونة لكن هذه المرة كمدرب.
رغم الصعوبات، استطاع في موسمه الكامل الأول (2022–2023) أن يُعيد الفريق إلى القمة، وحقق:
- 🏆 لقب الدوري الإسباني
- 🏆 كأس السوبر الإسباني
وهو يعمل على ترميم هوية برشلونة الكروية، بنفس المبادئ التي تربّى عليها.
الخاتمة: تشافي… أكثر من مجرد لاعب
تشافي لم يكن هدافًا، ولا رجل الإعلانات أو العناوين الصاخبة، لكنه كان المُفكر، القائد بصمت، والمرآة التي انعكس عليها أسلوب برشلونة.
في كل لمسة، كان هناك معنى.
في كل تمريرة، كانت هناك رسالة: “السيطرة ليست فقط بالقوة… بل بالعقل”.
تشافي هيرنانديز هو ابن برشلونة… ورمز من رموزه الخالدة.