توتنهام يكسر النحس… جونسون يُشعل ليالي لندن الأوروبية
في أمسية من أمسيات الكرة التي لا تُنسى، وعلى أرض ملعب “سان ماميس” الإسباني، خطّ توتنهام هوتسبير سطرًا جديدًا في تاريخه الأوروبي، بتتويجه بلقب الدوري الأوروبي بعد فوزٍ ثمين على مانشستر يونايتد بهدف دون رد. قد يبدو الانتصار بهدف يتيم، لكنه في قلوب مشجعي “السبيرز”، يعادل مئة هدف… بل أكثر.
لم يكن الهدف الذي سجله برينان جونسون في الدقيقة 42 مجرد كرة عبرت خط المرمى، بل كان رصاصة حررت جيلًا من مشجعي توتنهام من سجن الإحباط والانتظار. لقب قاري ثالث في خزائن النادي، لكن طعمه هذه المرة مختلف… لأنه جاء في زمن التحديات، ومع مدرب لا يعرف سوى الهجوم… أنجي بوستيكوجلو.
نصف نهائي على هيئة خيبة… ونهائي على هيئة خلاص
كان مانشستر يونايتد يدخل اللقاء مثقلًا بالإحباطات، موسمه الذي بدأ بالأمل انتهى دون لقب، دون دوري أبطال، بل دون أي مقعد أوروبي. ومع دخول ملعب سان ماميس، كانت الضغوط تحاصر لاعبي روبن أموريم، بينما بدا توتنهام أكثر هدوءًا… كفريق يعرف أن فرصته جاءت أخيرًا، ولا ينوي التفريط بها.
دراما الهدف… وميلاد بطل
عرضية من الجهة اليسرى اصطدمت بجونسون ولوك شو، وتهادت نحو الشباك كأنها تعلم أن هذا هو مصيرها. لم يحتفل جونسون كثيرًا، لكنه أدرك أن هذه الكرة غيرت كل شيء. لم تعد مجرد مباراة نهائية، بل صارت لحظة تتويج لجيل يبحث عن هوية، ومدرب جلب الفوضى التكتيكية لكنها ولدت من رحمها بطولة.
مانشستر يهاجم… وتوتنهام يصمد
في الشوط الثاني، هاجم مانشستر كما لو أن كل أحلامه تُختزل في هذا اللقاء. لكن كان هناك فان دي فين، الجندي المجهول، الذي أبعد كرة هويلوند من خط المرمى، وكأنما يبعد معها شبح التعادل. وكان هناك الحارس فيكاريو، الذي تألق أمام رأسية شو وتسديدة جارناتشو، ورفض أن تُفسد فرحة توتنهام.
ورغم دخول جارناتشو وكاسيميرو وفيرنانديز وزيركزي، لم يهتز دفاع السبيرز. لم يكن الحظ حليفهم، بل الإصرار والتكتيك والتحمل.
نهاية الحكاية… وبداية عهد
عندما أطلق الحكم صافرة النهاية، لم يركض لاعبو توتنهام فقط نحو جونسون أو فيكاريو، بل هرعوا نحو حلمٍ ظلّ معلقًا سنوات طويلة. جمهور توتنهام، الذي اعتاد أن يرى فريقه ينهار في اللحظات الحاسمة، بكى هذه المرة من الفرح. بكى لأنه رأى فريقه يرفع الكأس، لا يراقبها تُرفع من الآخرين.
هذا اللقب ليس مجرد بطاقة نحو دوري الأبطال… إنه إثبات أن مشروع بوستيكوجلو ليس حلمًا عابرًا، وأن هذا الجيل يملك ما يكفي ليكتب تاريخه الخاص، كورة لايف.
ربما لا يزال الطريق طويلًا نحو مجد أكبر، لكن ليلة “سان ماميس” ستظل محفورة في الذاكرة… ليلة كسر فيها توتنهام حاجز الرهبة، وتوّج نفسه بطلًا لأوروبا.