Nightlife

تياغو موتا وبرشلونة: موهبة مقاتلة بين وهج البداية وظلال الإصابات

تياغو موتا وبرشلونة: موهبة مقاتلة بين وهج البداية وظلال الإصابات

تياغو موتا وبرشلونة: موهبة مقاتلة بين وهج البداية وظلال الإصابات

في مدينةٍ تُصنع فيها الأساطير باللمسة والتمرير، وتُقاس فيها الموهبة بمدى القدرة على الانضباط والفهم الجماعي، مرّ لاعب برازيلي المنشأ إيطالي المستقبل، اسمه تياغو موتا، تاركًا أثرًا لم يكن بالحجم الإعلامي، لكنّه كان بالغ القيمة في لحظة مفصلية من مراحل انتقال برشلونة من جيل إلى آخر، kooralive.

البدايات: وصول من مدرسة لا ماسيا البرازيلية

تياغو موتا لم يولد في كتالونيا، لكنه جاء صغيرًا إلى الفريق الثاني لبرشلونة عام 1999، بعمر 17 عامًا، قادمًا من البرازيل، حيث نشأ على اللعب في الشوارع والكرة المليئة بالعاطفة والجرأة.

في برشلونة، لم تكن موهبته محل شك. كان لاعب وسط يملك:

  • رؤية مميزة للملعب
  • بنية جسدية قوية
  • تمريرة دقيقة
  • وذكاء تكتيكي نادر للاعب في سنه

ترقّى سريعًا إلى الفريق الأول في عام 2001 تحت قيادة المدرب كارليس ريكساتش، وبدأت الجماهير تتعرّف على “الوحش الهادئ” في وسط الميدان.

لاعب بمزاج مزدوج: صلابة البرازيلي وأناقة الأوروبي

تميّز تياغو موتا بأنه لاعب وسط مدافع لا يتخلّى عن التمريرة الفنية. كان يلعب إلى جانب الأسماء الثقيلة في الوسط مثل ريفالدو، تشافي، كوكو، ومن ثم رونالدينيو وديكو لاحقًا.

ورغم وجود أسماء لامعة، لم يختفِ تياغو… بل كان عنصر توازن.

لكنّ أسلوب لعبه الصلب والالتحامات الكثيرة جعلته عرضة للكثير من الإصابات والإيقافات. كانت مسيرته صراعًا دائمًا بين الجسد والرغبة.

الإصابات… العدو الأول

مع مرور المواسم، بدأت الإصابات تُنهك تياغو موتا، خصوصًا في الركبة. بين عامي 2003 و2006، غاب لفترات طويلة ومتكررة، مما قلّل من استقراره وحضوره المستمر في التشكيلة.

ومع تطور الفريق بقيادة ريكارد، وبروز لاعبين مثل ماركيز وتورام، بدأت مساحته في التقلص.

ورغم ذلك، ظلّ يُظهر لمحات من عبقريته، كلما أتيحت له الفرصة.

كان حاضراً في البدايات الذهبية

رغم كل ما عاناه، كان تياغو موتا جزءًا من الفريق الذي استعاد الهيمنة:

  • لعب دورًا في الفوز بلقب الدوري الإسباني 2004–2005
  • وشارك في بعض المباريات في موسم 2005–2006، الذي شهد تتويج الفريق بدوري أبطال أوروبا، رغم أن مساهمته كانت محدودة بسبب الإصابة

لكنّ اسمه كُتب في تلك المرحلة، كجزء من التشكيلة التي أسّست لما سيأتي لاحقًا.

لاعب لم يُنصفه الزمن

يمكن القول إن تياغو موتا كان ضحية للزمن…

  • لو لم تحرمه الإصابات من الاستمرارية
  • لو كان موجودًا في عصر بيب غوارديولا بكامل عافيته
    ربما أصبح أحد أهم لاعبي الوسط في أوروبا.

لكنه، رغم ذلك، أثبت نفسه لاحقًا في إنتر ميلان وباريس سان جيرمان، حيث أعاد اكتشاف ذاته كـ”مُفكر” في وسط الملعب، وصنع لنفسه احترامًا في أكبر البطولات.

الوداع الصامت

في صيف 2007، أعلن برشلونة الاستغناء عن تياغو موتا. لم تكن نهاية درامية أو احتفالية، بل هادئة… تشبه شخصيته.

رحل إلى أتلتيكو مدريد، ثم لمع مع إنتر في ثلاثية 2010، وبعدها في باريس، قبل أن يعتزل ويبدأ مسيرته التدريبية.

الختام: رجل المرحلة الانتقالية

تياغو موتا لم يكن نجمًا في برشلونة، لكنه كان عنصرًا مهمًا في غرفة تغيير الملابس، وفي الملعب حين يكون جاهزًا.
كان بمثابة الجسر الذي عبر عليه تشافي وإنييستا وبوسكيتس، حتى يصلوا إلى النضج التكتيكي.

هو أحد اللاعبين الذين يُقال عنهم:
“لم يكن من الأبطال الظاهرين… لكنه كان لبنةً أساسية في جدار المجد.”