دافيد فيا وأتلتيكو مدريد: الهداف الذي أتى ليختم روايته بالبريق الأحمر
حين غادر دافيد فيا برشلونة في صيف 2013، ظن كثيرون أن نجم إسبانيا التاريخي في طريقه إلى الأفول. لكنه، كعادته، اختار ألا ينسحب بهدوء. بل قرر أن يكون جزءًا من أعظم قصة في تاريخ أتلتيكو مدريد الحديث. قصة فريق رفض أن يعيش في ظل العمالقة، وكتب مجده بعرق الرجال وإصرار المحاربين.
من برشلونة إلى مدريد… بخطى الجائع
دفع أتلتيكو مبلغًا متواضعًا وصل إلى 5.1 مليون يورو فقط لجلب فيا، في صفقة بدت أشبه بإعادة تدوير للاعب كبير اقترب من نهاية رحلته. لكن فيا لم يأتِ ليلعب دورًا ثانويًا، بل جاء ليقاتل، ليُسجل، وليُضيف نكهة الخبرة لهجوم يقوده شاب أرجنتيني اسمه دييغو كوستا.
في موسم 2013–2014، كانت التوقعات تضع ريال مدريد وبرشلونة في طريق مفتوح نحو اللقب، لكن أحدًا لم يكن يتخيل أن أتلتيكو مدريد، بقيادة دييغو سيميوني، سيقلب الطاولة، kooralive.
موسم المجد: 2013–2014
أداء فيا كان أحد الأعمدة في هذا الموسم الخارق.
سجّل 13 هدفًا في الدوري الإسباني، لكن مساهماته تجاوزت الأرقام:
- شكّل ثنائيًا ناريًا مع دييغو كوستا
- ساهم بخبرته الواسعة في إدارة اللحظات الحاسمة
- صنع الفارق في مباريات مصيرية
- لعب بروح مقاتل رغم عمره (32 عامًا آنذاك)
- كان حلقة الوصل بين الأجيال: بين الشباب الطامحين والمخضرمين الواقعيين
لحظة التتويج… وفيا في الصورة
في الجولة الأخيرة من الليغا، احتاج أتلتيكو إلى نقطة من كامب نو ليضمن اللقب.
في لحظة كانت الأحلام تُصطدم فيها بقلعة الكتلان، كان فيا حاضرًا، ليسجل حضوره في واحدة من أصعب وأعظم لحظات النادي، حين عاد أتلتيكو بالتعادل وتُوّج ببطولة الدوري الإسباني للمرة الأولى منذ 1996.
لقب كان بمثابة المعجزة… وفيا كان جزءًا منها.
دوري الأبطال: حسرة لكنها بطولة روحية
بلغ أتلتيكو نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم فيا الوحيد، وهناك عاش الفريق لحظة مأساوية بعد هدف راموس في الدقيقة 93، ثم خسارة اللقب لصالح ريال مدريد في الوقت الإضافي.
لكن فيا، الذي شارك كأساسي، قاتل في تلك الليلة كما لو كان في العشرين من عمره، ليُنهي موسمه بمرارة لكنها مملوءة بالفخر.
تحليل فني:
- ✅ فيا لم يكن يركض كثيرًا، لكنه يعرف بالضبط أين يقف
- ✅ يتميز بذكاء استثنائي داخل منطقة الجزاء
- ✅ يمتلك قدمًا لا ترحم من أي زاوية
- ✅ لعب دور القائد الصامت، والثقة الهادئة في هجوم شرس
- ✅ منح سيميوني خيارًا هجوميًا متكاملًا: حسم، تمركز، وخبرة
النهاية: موسم واحد… ولكن خالد
رغم أنه لم يلعب سوى موسم واحد فقط مع أتلتيكو مدريد، إلا أن دافيد فيا حفر اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة مشجعي الروخيبلانكوس.
كان موسمًا استثنائيًا في كل شيء، وكان فيا جزءًا أساسيًا من تلك الرواية الملحمية.
رحل بعدها إلى نيويورك، لكن مجده في مدريد بقي خالدًا.