Nightlife

سيرجيو بوسكيتس وبرشلونة – ظل العظماء وأساس التيكي تاكا

سيرجيو بوسكيتس وبرشلونة – ظل العظماء وأساس التيكي تاكا

سيرجيو بوسكيتس وبرشلونة – ظل العظماء وأساس التيكي تاكا

حين كانت العيون تتجه إلى ميسي، وتشافي، وإنييستا، كان هناك رجل آخر يتحرك في الخلفية…
لا يلمع، لكنه يمنح الجميع الضوء.
لا يسجل، لكنه يمنع الأهداف من أن تأتي.
إنه بوسكيتس… الصامت، المتواضع، والعبقري.

الفصل الأول: من ابن الحارس إلى سيد المركز الأصعب

ولد بوسكيتس في 1988، وهو نجل الحارس السابق كارليس بوسكيتس، وبدأ مشواره في أكاديمية “بادالونا”، قبل أن يُكتشف من قِبل كشافي برشلونة ويُنقل إلى لاماسيا.

في البداية، لم يكن يُراهن عليه كثيرون… لكنه كان يملك شيئًا خاصًا:
ذكاء كروي خارق، قراءة للمباراة، وتحكم استثنائي في المساحات.

في عام 2008، صعد بيب غوارديولا إلى الفريق الأول، واصطحب معه “بوسكيتس الشاب” من الفريق الرديف… ومن هناك بدأت الأسطورة، kooralive.

الفصل الثاني: الانفجار مع غوارديولا – عمود التيكي تاكا

في موسم 2008–2009، فاجأ غوارديولا الجميع عندما اعتمد على لاعب شاب لم يسمع به أحد: سيرجيو بوسكيتس.
ورغم وجود يايا توريه، نال ابن لاماسيا ثقة المدرب سريعًا، وشارك في نهائي دوري الأبطال ضد مانشستر يونايتد… وقدم أداءً مثاليًا.

في ذلك الموسم، حقق برشلونة الثلاثية التاريخية، وكان بوسكيتس قلب الارتكاز الأساسي في الفريق.

مركزه كان حساسًا: لا مساحة للخطأ.
لكن بوسكيتس جعل كل شيء يبدو بسيطًا… يمتص الضغط، ويمرر بهدوء، ويغلق المساحات كما لو كان يقرأ أفكار الخصوم.

الفصل الثالث: سنوات المجد و”الثلاثي الأعظم”

من 2009 حتى 2015، عاش برشلونة عصره الذهبي، وكان بوسكيتس جزءًا من ثلاثي خط الوسط الأسطوري:

تشافي – بوسكيتس – إنييستا

كان تشافي القائد والممرر، وإنييستا الساحر، لكن بوسكيتس هو من نظّم كل شيء من الخلف، وتحمّل كل الأعباء الدفاعية، وبدأ كل هجمة بلمسة واحدة بسيطة.

في كلمات بيب الشهيرة:

“لو كنت أعيش حياةً جديدة، لكنت بوسكيتس”.

الفصل الرابع: مع المنتخبات… ملك السيطرة

لم يتألق بوسكيتس فقط مع برشلونة، بل كان أساسًا في منتخب إسبانيا الذهبي الذي فاز بـ:

  • 🏆 كأس العالم 2010
  • 🏆 يورو 2012

كان دور بوسكيتس هو منح إنييستا وتشافي حرية اللعب، وفي كل مرة كانت الكاميرات تتجه إليهما… كان بوسكيتس قد فكّك الهجمة ومرر الكرة قبل أن تبدأ.

الفصل الخامس: البقاء رغم التغيرات

خلال السنوات التالية، تغير كل شيء في برشلونة:

  • رحل تشافي، ثم إنييستا
  • غادر نيمار، ثم سواريز، وأخيرًا ميسي
  • تغير المدربون، والإدارات، والظروف الاقتصادية

لكن شيء واحد لم يتغير: بوسكيتس في المحور.

رغم تقدمه في السن، ظل ركيزة لا تُمس في كل التشكيلات، لأنه كان أذكى من الجميع، وأهدأ من الفوضى، وأهم من أي إحصائية.

الفصل السادس: النهاية الهادئة لأسطورة هادئة

في 2023، وبعد 15 عامًا في الفريق الأول، أعلن بوسكيتس رحيله عن برشلونة.
غادر وهو قائد الفريق، وآخر أفراد الجيل الذهبي.

لم يُصنع له وداع بحجم ميسي أو إنييستا، لكنه خرج مرفوع الرأس، كعادته…
لأنه لم يكن يحتاج التصفيق. كان يحتاج فقط أن يُفهم.

أرقام بوسكيتس مع برشلونة:

  • 🎯 أكثر من 720 مباراة
  • ⚽ 18 هدفًا (قليلون يعرفون أنه سجل أصلًا!)
  • 🅰️ أكثر من 40 تمريرة حاسمة
  • 🏆 9 دوري إسباني
  • 🏆 7 كأس ملك
  • 🏆 6 سوبر إسباني
  • 🏆 3 دوري أبطال أوروبا
  • 🏆 3 سوبر أوروبي
  • 🏆 3 كأس العالم للأندية

الخاتمة: اللاعب الذي لا يُعوّض

في زمنٍ يُقاس فيه اللاعب بعدد الأهداف أو المتابعين، كان بوسكيتس استثناءً نادرًا.

هو اللاعب الذي لا يمكنك تقديره من الإحصائيات…
بل يجب أن تُشاهد المباراة بعينٍ فنية… لتدرك أنك أمام أعظم محور ارتكاز في تاريخ برشلونة، وربما كرة القدم كلها.

بوسكيتس لم يكن “بطل الصورة”… بل كان الصورة ذاتها.