Nightlife

مسعود أوزيل وريال مدريد – العبقري الذي رسم الهجمات بقلمه السحري

مسعود أوزيل وريال مدريد – العبقري الذي رسم الهجمات بقلمه السحري

مسعود أوزيل وريال مدريد – العبقري الذي رسم الهجمات بقلمه السحري

في عالم كرة القدم، هناك من يركض، ومن يُقاتل، ومن يسجّل…
ثم هناك نوع نادر جدًا: من يرى ما لا يُرى، ويصنع من تمريرة واحدة قصة لا تُنسى.

مسعود أوزيل لم يكن لاعبًا تقليديًا.
كان رسّامًا على العشب الأخضر.
عاش في ريال مدريد ثلاث سنوات فقط، لكنها كانت كافية لتجعله “أحد أكثر من صنعوا السحر في البرنابيو منذ زمن زيدان”.

الفصل الأول: من جنوب أفريقيا إلى مدريد

في صيف 2010، سحر مسعود أوزيل العالم بأسره خلال كأس العالم في جنوب أفريقيا مع المنتخب الألماني.

لم يكن عمره يتجاوز 21 عامًا، لكنه أذهل الجميع بتحركاته، تمريراته، ورؤيته غير البشرية.

ريال مدريد تحرّك بسرعة، وخطفه من بين أنياب برشلونة، ووقع معه من فيردر بريمن مقابل 15 مليون يورو فقط.

جوزيه مورينيو كان العقل المدبّر للصفقة، وكان يرى فيه “صانع الألعاب المثالي لفريقه المتوحش”، كورة لايف.

الفصل الثاني: الدخول إلى معبد البرنابيو

وصل أوزيل إلى ريال مدريد متواضعًا، قليل الكلام، لكنه لم يحتج إلى أكثر من 5 مباريات ليكسب الجمهور.
في كل تمريرة، كان الجمهور يتنفس: “آآآه…”
وفي كل لمسة، كان يبدو أنه يرى اللاعبين من زاوية لا تمتلكها الكاميرات.

موسمه الأول (2010–2011) كان مدهشًا:

  • 25 تمريرة حاسمة
  • ثنائيات خرافية مع كريستيانو رونالدو
  • سيطرة مذهلة على خط الوسط بجوار تشابي ألونسو ودي ماريا

وساهم في فوز ريال مدريد بكأس ملك إسبانيا، بعد 18 عامًا من الغياب، في النهائي الشهير أمام برشلونة.

الفصل الثالث: الشراكة الذهبية مع كريستيانو رونالدو

قليلون هم من فهموا كريستيانو رونالدو كما فهمه أوزيل.

كان يمرر له في التوقيت المثالي، وفي المكان الذي يريده بالضبط.

رونالدو نفسه قال:

“أوزيل هو أفضل من مرر لي الكرة في حياتي. كان يعرف أين سأكون، قبل أن أصل إلى هناك.”

هذه العلاقة أنتجت عشرات الأهداف، وجعلت ريال مدريد ماكينة هجومية لا تُوقف.

الفصل الرابع: موسم الجنون 2011–2012

في هذا الموسم، قدّم ريال مدريد أحد أفضل مواسمه الهجومية في التاريخ:

  • 121 هدفًا في الليغا
  • 100 نقطة
  • لقب الدوري الإسباني أمام برشلونة بيب غوارديولا

أوزيل كان رمانة الميزان.
قدّم 28 تمريرة حاسمة في جميع البطولات، وكان العقل المفكر خلف كل هجمة.

تمريراته بالكعب، بالرِجل اليسرى الساحرة، وبالعيون المغلقة، أبهرت أوروبا بأكملها.

الفصل الخامس: لماذا أحبّه الجمهور؟

أوزيل كان مختلفًا.
لم يكن يصرخ أو يحتفل بصخب.
لم يكن يبحث عن الأضواء، لكنه كان الضوء نفسه في كل مباراة.

جماهير البرنابيو أحبّته لأنه ذكي، مؤدّب، وموهوب بدرجة لا تُصدّق.
كان يُذكرهم بزمن زيدان، وربما لوهلة… شعروا أنهم وجدوا الخليفة.

الفصل السادس: النهاية المفاجئة… القرار الذي صدم الجميع

في صيف 2013، وبعد 3 مواسم مذهلة، وقّع ريال مدريد مع جاريث بيل بمبلغ قياسي، وقرر بيع أوزيل إلى أرسنال.

الخبر نزل كالصاعقة.
الجمهور لم يُصدق.
رونالدو حزن علنًا.
وسيرجيو راموس قال:

“لو كان القرار بيدي، لما سمحت له بالرحيل.”

أوزيل نفسه قال:

“كنت أظن أنني باقٍ هنا لسنوات. ريال مدريد كان حلمي، ولم أرد المغادرة.”

لكن الإدارة رأت أن التوازن المالي ضروري، خاصة بعد صفقات باهظة.

الفصل السابع: ماذا ترك أوزيل خلفه؟

خلال 3 سنوات فقط، صنع أوزيل ما لا يصنعه غيره في عقد كامل:

  • 159 مباراة
  • 27 هدفًا
  • أكثر من 80 تمريرة حاسمة
  • لقب كأس ملك إسبانيا
  • لقب الدوري الإسباني
  • حب جمهور لن ينساه أبدًا

لكنه لم يترك فقط أرقامًا…
ترك تمريرات لا تُنسى، كرات بينية تُدرّس، وأسلوبًا فنّيًا نادرًا في عالم الركض والصراخ.

الخاتمة: الساحر الذي لم يُكمِل تعويذته

أوزيل في ريال مدريد كان أشبه بكتاب لم يكتمل.
كل من قرأ فصوله الأولى، أراد أن يعرف النهاية… لكن الصفحة طويت فجأة.

ورغم ذلك، يبقى أوزيل من أولئك اللاعبين الذين لا تحتاج إلى بطولات كثيرة لتتذكرهم…
يكفيك أن تتذكر “التمريرات التي لا يفهمها إلا المستقبل”.

لأنه في مدريد، كان “الساحر الصامت”… الذي مرّ بسرعة، لكن بعمقٍ لا يُمحى.