Nightlife

سيرجي روبرتو وبرشلونة – الجوكر الصامت الذي كتب فصلاً لا يُنسى

سيرجي روبرتو وبرشلونة – الجوكر الصامت الذي كتب فصلاً لا يُنسى

سيرجي روبرتو وبرشلونة – الجوكر الصامت الذي كتب فصلاً لا يُنسى

في نادٍ يعجّ بالأسماء الكبيرة، من ميسي وتشافي وإنييستا، إلى نيمار وسواريز، مرّت مسيرة سيرجي روبرتو مثل نسمةٍ هادئة… لكنها أحيانًا كانت إعصارًا صغيرًا غيّر التاريخ.

هو ليس النجم الأكثر شهرة، ولا الاسم الذي تهتف له الجماهير كل أسبوع…
لكنه في اللحظة التي احتاجه فيها برشلونة بشدة، كان حاضرًا، وكان بطلاً خُلِّد في ذاكرة الكامب نو.

الفصل الأول: من لاماسيا… إلى النضج البطيء

وُلد سيرجي روبرتو في مدينة “ريوس” الكتالونية عام 1992، وانضم إلى أكاديمية لاماسيا وهو في الرابعة عشرة من عمره.
في تلك الفترة، كان في الجيل الذي يضم لاعبين مثل تياغو ألكانتارا ورافينيا، وكان يُنظر إليه كلاعب وسط ذو ذكاء تكتيكي وقدرة على تنفيذ التعليمات بأعلى دقة.

صعد إلى الفريق الأول في موسم 2010–2011 مع غوارديولا، لكن ظلّ بعيدًا عن الأضواء، يظهر لدقائق، ويختفي خلف كوكبة النجوم، koora live.

الفصل الثاني: الجوكر المثالي في عصر ما بعد الأساطير

مع مرور السنوات، بدأ روبرتو يثبت نفسه ليس كـ”نجم” في مركز واحد، بل كـ”جندي” يمكنه أن يلعب في:

  • الظهير الأيمن
  • الوسط الدفاعي
  • الوسط الهجومي
  • الجناح عند الحاجة

هذه المرونة جعلته المفضل لدى لويس إنريكي، ثم فالفيردي، ثم تشافي لاحقًا.
كان المدربون يرونه حلاً تكتيكيًا سهلًا، لاعبًا موثوقًا، لا يشتكي، لا يُخطئ كثيرًا، ولا يبحث عن الأضواء.

الفصل الثالث: اللحظة الخالدة – ريمونتادا باريس

ما الذي يصنع الأساطير؟
في بعض الأحيان… مجرد لمسة واحدة في لحظة خالدة.

8 مارس 2017 – دوري أبطال أوروبا
برشلونة خسر ذهابًا أمام باريس سان جيرمان 0-4.
وفي مباراة العودة، كانت النتيجة 5-1 لصالح برشلونة حتى الدقيقة 94… كان الفريق يحتاج هدفًا واحدًا ليكتب أعظم ريمونتادا في تاريخ البطولة.

ثم… جاءت التمريرة من نيمار، وانطلق روبرتو من العدم، مدّ قدمه، وسجّل.

الهدف السادس… هدف المعجزة.

وفي لحظة، أصبح سيرجي روبرتو اسمًا خالدًا في كتب التاريخ.
لم يكن ميسي ولا نيمار من سجّل الهدف الأهم… بل كان الولد الهادئ من لاماسيا.

الفصل الرابع: سنوات الولاء… والقيادة الهادئة

رغم توالي النجوم، وتقلّب الظروف، وبقاءه أحيانًا على الدكة، لم يغادر روبرتو برشلونة.

  • لم يثر الجدل
  • لم يطلب الرحيل
  • لم يشكُ من قلة الدقائق

بل استمر بنفس الروح، وظلّ يلعب وقتما طُلب منه، بل وحتى ارتدى شارة القيادة بعد رحيل ميسي وبوسكيتس وبيكيه.

روبرتو لم يكن القائد الأكثر صخبًا… لكنه كان الأكثر التزامًا.

الفصل الخامس: محطات من الضوء

بجانب هدفه التاريخي أمام باريس، عرف روبرتو لحظات رائعة أخرى:

  • تمريرة حاسمة لميسي في الكلاسيكو 2017 حين فاز برشلونة 3-2 في آخر لحظة
  • أهداف حاسمة في مباريات الدوري
  • أدوار دفاعية متقدمة في فترات إصابة داني ألفيش أو غيابه

الفصل السادس: نضج لم يأتِ صاخبًا

مع تقدمه في العمر، لم يغير سيرجي روبرتو من شخصيته.

ظل:

  • مثالًا للالتزام التكتيكي
  • قدوة للاعبين الشباب
  • اسمًا يحترمه الجميع داخل غرف الملابس

وفي وقت بدأت فيه الإدارة تبحث عن لاعبين أصحاب ولاء، كان هو من القلائل الذين يمثلون “الهوية الكتالونية” الباقية.

أرقام سيرجي روبرتو مع برشلونة حتى 2024:

  • 🎯 أكثر من 350 مباراة
  • ⚽ أكثر من 15 هدفًا
  • 🏆 7 دوري إسباني
  • 🏆 6 كأس ملك
  • 🏆 5 سوبر إسباني
  • 🏆 2 دوري أبطال أوروبا
  • 🏆 2 كأس العالم للأندية
  • 🏆 2 سوبر أوروبي

الخاتمة: اللاعب الذي لم يحتج أن يكون نجمًا ليصبح خالدًا

سيرجي روبرتو لن يدخل قوائم الأفضل في العالم…
لكنه سيدخل قلوب كل من يحب برشلونة.

لأنه مثّل شيئًا لم يعد كثيرون يجسدونه:
الوفاء، الهدوء، الطاعة، والتضحية من أجل القميص.

ولأنه، في لحظة واحدة، في الدقيقة 94، كتب اسمه في ذاكرة الكامب نو إلى الأبد…

ولم يحتج بعدها شيئًا آخر.