أليكسيس سانشيز وبرشلونة – التشيلي الذي ركض بقلبه قبل قدميه
عندما تعاقد برشلونة مع سانشيز في 2011، لم يكن اللاعب الأشهر في أوروبا…
لكنه كان موهبة تتفجر حيوية، وكان الجمهور الكتالوني في انتظار “شيء مختلف”.
وبالفعل… قدّم أليكسيس نسخة مختلفة:
لاعب يجمع بين المهارة اللاتينية، والقوة البدنية، والروح القتالية… وشيء من الجنون الجميل.
الفصل الأول: من أودينيزي إلى كامب نو
كان أليكسيس قد لمع في الدوري الإيطالي مع أودينيزي، وأبهر الأندية الكبرى بسرعته الفائقة ومراوغاته المزعجة.
وفي صيف 2011، حسم برشلونة الصفقة مقابل حوالي 26 مليون يورو، في واحدة من أولى صفقات حقبة ما بعد الثلاثية التاريخية.
انضم إلى فريق غوارديولا، الذي كان يملك ميسي، تشافي، إنييستا، داني ألفيش، وبقية نجوم العصر الذهبي…
وبدا التحدي أمام سانشيز واضحًا: إثبات الذات وسط المجرة.
الفصل الثاني: اللاعب الذي لا يتوقف
من أول مباراة، ظهر أن أليكسيس لا يشبه غيره:
- لا يكلّ من الركض
- لا يخاف من التحديات الفردية
- يلعب بقلبه… قبل قدميه
كان يلعب كجناح أيمن، وأحيانًا كمهاجم ثانٍ خلف ميسي، أو حتى على الطرف الأيسر.
لكن في كل مركز، كانت بصمته واضحة: إزعاج مستمر للدفاعات، وتمريرات غير متوقعة.
الفصل الثالث: بين موهبة فريدة… وقيود التيكي تاكا
رغم مهارته وسرعته، لم يكن سانشيز دائمًا متناغمًا مع أسلوب التيكي تاكا المعتمد على اللمسة الواحدة واللعب الجماعي البطيء أحيانًا، كورة لايف.
فهو لاعب يحب:
- الانطلاقات السريعة
- التحولات الهجومية
- المواجهات الفردية
ورغم ذلك، طوّر نفسه كثيرًا ليتماشى مع المنظومة، وأصبح لاعبًا أكثر نضجًا وتعاونًا، خصوصًا في الموسم الثالث.
الفصل الرابع: موسم 2013-2014… القمة الشخصية
في موسمه الأخير مع برشلونة، قدّم أليكسيس أفضل نسخة هجومية له:
- ⚽ سجّل 21 هدفًا في الليغا
- 🎯 صنع 15 تمريرة حاسمة
- 💥 سجّل أحد أجمل أهداف الكلاسيكو في التاريخ (الهدف المقوس ضد ريال مدريد من فوق لوبيز)
كان ذلك الموسم شهادة على تطوره ونضجه، لكنّه انتهى بدون ألقاب، ومع قدوم سواريز… أصبحت فرصه الأساسية مهددة.
الفصل الخامس: الألقاب والتتويجات
رغم عدم تتويجه بدوري الأبطال، حقق سانشيز عدة ألقاب مع برشلونة:
- 🏆 الدوري الإسباني 2012-2013
- 🏆 كأس الملك 2012
- 🏆 كأس السوبر الإسباني 2013
- 🏆 كأس العالم للأندية 2011
- 🏆 السوبر الأوروبي 2011
ساهم في كل البطولات التي فاز بها خلال فترة وجوده، حتى لو لم يكن النجم الأول فيها.
الفصل السادس: الرحيل في صيف مزدحم بالنجوم
في صيف 2014، وبعد إعلان برشلونة التوقيع مع لويس سواريز، فهم أليكسيس أن الدور الأساسي لم يعد مضمونًا…
وبعد اتفاق سريع، انتقل إلى آرسنال مقابل حوالي 35 مليون يورو.
غادر وهو في قمة عطائه… وذهب إلى لندن ليبدأ رحلة جديدة، أكثر نضجًا وتأثيرًا.
لكنّ عشاق برشلونة لم ينسوه… ولا أهدافه الحاسمة… ولا عينيه اللتين تشتعلان شغفًا في كل مباراة.
إحصائيات سانشيز مع برشلونة:
- 🧢 عدد المباريات: 141
- ⚽ عدد الأهداف: 47
- 🎯 عدد التمريرات الحاسمة: أكثر من 30
- 🏆 الألقاب: 6 بطولات
ماذا قالوا عنه؟
- 🗣️ بيب غوارديولا: “سانشيز لاعب استثنائي، لا يحتاج إلى تعليم، بل إلى حرية.”
- 🗣️ لويس إنريكي: “هو لاعب لا يتوقف عن القتال… حتى الدقيقة 90.”
- 🗣️ ميسي: “أليكسيس كان صديقًا رائعًا في غرفة الملابس، ومهاجمًا مذهلًا في المباريات الكبيرة.”
الختام: أليكسيس… الجندي الشرس في كتيبة الأناقة
ربما لم يكن أليكسيس سانشيز أنيقًا مثل ميسي،
ولا ساحرًا مثل نيمار،
ولا هادئًا مثل تشافي…
لكنه كان “وحشًا صغيرًا” على الجبهة الهجومية.
ركض بصدق، لعب بحب، وترك أثرًا لا يُنسى.
وفي النهاية… يكفي أن تقول لجماهير برشلونة:
“هل تتذكرون هدفه في الكلاسيكو؟”
ليبتسموا ويقولوا:
“طبعًا… أليكسيس كان مجنونًا جميلًا.”