صامويل إيتو وبرشلونة – الأسد الذي زأر في كامب نو
حين وقّع برشلونة مع إيتو في صيف 2004، لم تكن الصفقة تحظى بنفس الصخب الذي ناله نجوم مثل رونالدينيو…
لكن في غضون أشهر، أصبح إيتو أهم قطعة هجومية في آلة فرانك ريكارد، ثم بيب غوارديولا لاحقًا.
سريع كالسهم، حاد كنصل، لا يرحم داخل منطقة الجزاء…
وكان فوق ذلك كله: جائعًا.
جائعًا للألقاب، جائعًا للاعتراف، جائعًا لتذكير الجميع بأنه ليس أقل من أي نجم.
الفصل الأول: الانتقال المثير للجدل
إيتو كان لاعبًا في ريال مدريد، لكنهم لم يروا فيه شيئًا مميزًا، وأعاروه مرارًا…
ثم تألق مع ريال مايوركا، وبدأ يُرعب الكبار بأهدافه…
لكن المفارقة أن ريال مدريد امتلك 50٪ من حقوقه، وكان عليه أن يوافق على بيعه.
وفي صيف 2004، قال مدريد لا، وقال إيتو: “لن أنسى ذلك أبدًا.”
انتقل إلى برشلونة مقابل 24 مليون يورو، وقال يوم تقديمه:
“سأسجل في كل الكلاسيكوهات إن استطعت… لأن مدريد لم تحترمني.”
الفصل الثاني: ماكينة أهداف لا ترحم
منذ أول موسم له، أصبح إيتو هداف الفريق بلا منازع:
- 2004-2005: سجّل 24 هدفًا في الليغا، وقاد برشلونة للقب بعد غياب 6 سنوات
- 2005-2006: سجّل 26 هدفًا، وكان هداف الدوري
- وسجّل في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد آرسنال… هدفًا غير مجرى التاريخ
كان لاعبًا لا يهتم إن كان رونالدينيو يتصدر العناوين…
لأن إيتو كان هو العنوان الأهم: المنقذ.
الفصل الثالث: المزاج الحاد… والإصرار الأعنف
إيتو لم يكن لاعبًا سهل المراس، بل كان صعبًا، ومزاجيًا، وصريحًا.
لكن خلف ذلك كله، كان قلبه لا يتوقف عن القتال.
دائمًا ما قال:
“أنا لا أطلب الاحترام بالكلمات، بل بالأهداف.”
ورغم بعض المشاكل مع الإدارة، أو حتى مع رونالدينيو أحيانًا،
ظل إيتو الرقم الأصعب في خط الهجوم.
الفصل الرابع: تحت قيادة غوارديولا
عندما جاء غوارديولا مدربًا في 2008، لم يكن مقتنعًا بإيتو… وحاول بيعه.
لكن اللاعب أصر على البقاء… وقال: “سأجعله يندم إن أخرجني.”
فماذا حدث؟
- إيتو سجّل 36 هدفًا في موسم 2008-2009
- كان ثاني هدّاف الفريق بعد ميسي
- سجّل هدفًا مبكرًا في نهائي دوري الأبطال أمام مانشستر يونايتد
- وقاد الفريق لثلاثية تاريخية: دوري – كأس – أبطال أوروبا
وبعد كل ذلك… غادر في الصيف، كورة لايف.
الفصل الخامس: الرحيل في قمة المجد
رغم موسمه الخرافي، قرر غوارديولا التخلي عنه في صفقة تبادلية مع إنتر ميلان مقابل زلاتان إبراهيموفيتش.
وغادر إيتو… لكنه لم يغادر القلوب.
وفي الموسم التالي، عاد مع الإنتر إلى كامب نو في نصف نهائي دوري الأبطال… وأقصى برشلونة!
قال يومها بابتسامة هادئة:
“لم أكن أريد الانتقام… فقط أردت أن أتذكر من أنا.”
إنجازات إيتو مع برشلونة:
- 🏆 دوري أبطال أوروبا (2): 2006، 2009
- 🏆 الدوري الإسباني (3): 2005، 2006، 2009
- 🏆 كأس ملك إسبانيا (1): 2009
- 🏆 كأس السوبر الإسباني (2)
- ⚽ هدّاف الليغا 2006
- 🧢 أكثر من 199 مباراة
- ⚽ سجّل 130 هدفًا
ماذا قالوا عنه؟
- رونالدينيو: “إيتو هو الوحش الذي يسجل حين لا نجد الحل.”
- بيب غوارديولا: “ربما لم نكن متفقين، لكني احترم ما قدّمه.”
- ميسي: “تعلمت من إيتو الكثير… كان معلمًا حقيقيًا في الهجوم.”
الختام: الأسد الذي زأر… ومضى مرفوع الرأس
صامويل إيتو لم يكن لاعبًا محبوبًا عند الجميع،
لكنه كان محبوبًا عند أهم جمهور:
جمهور برشلونة.
هو اللاعب الذي لا يخشى شيئًا،
ولا يسامح بسهولة،
ولا يتوقف عن الجري،
ولا يعرف طريقًا إلى الهدف… إلا وسلكه.
في تاريخ برشلونة، سيظل إيتو هو “الأسد الأسود” الذي لم ينتظر أحدًا ليصفق له،
لأنه كان يصفق لنفسه… بعد كل هدف، وبعد كل نصر، وبعد كل تحدٍ كسبه.