تييري هنري وبرشلونة… حين جاء الملك ليساعد الملوك
حين تفكر في هنري، قد تتذكر قميص أرسنال أكثر من أي قميص آخر،
لكن فترته في برشلونة كانت فصلًا بالغ التأثير…
لأنه لم يكن فيه النجم الأول، بل كان الجندي الذي اختار أن يخدم إمبراطورية تصنع التاريخ.
الفصل الأول: الصفقة المنتظرة
بعد محاولات عدة، نجح برشلونة أخيرًا في صيف 2007 بالتوقيع مع هنري من أرسنال مقابل 24 مليون يورو.
جاء وهو في عمر الـ30، وكان قد قدّم كل شيء في إنجلترا…
لكن بقيت أمنية واحدة: الفوز بدوري أبطال أوروبا.
قال هنري يوم توقيعه:
“أتيت إلى هنا لكي أتعلم من الكبار، وأفوز بما لم أفز به.”
جاء إلى فريق يضم رونالدينيو، ميسي، إيتو، إنييستا، تشافي…
لكنه لم يطلب أن يكون الرقم 1.
بل أراد فقط أن يُكمل اللوحة.
الفصل الثاني: موسم التكيف الصعب (2007–2008)
موسمه الأول لم يكن سهلاً:
- لم ينسجم بسرعة مع طريقة اللعب
- لعب أحيانًا كجناح أيسر، وهو ما حدّ من خطورته
- الفريق كان مهتزًا تحت قيادة فرانك ريكارد
- رونالدينيو تراجع، وميسي كان لا يزال في بداية نضوجه
سجّل هنري 19 هدفًا في كل البطولات، لكن الفريق خرج دون أي لقب.
ظن البعض أن هنري تأخر في القدوم، وأن برشلونة كان متجهًا للهاوية…
لكنهم لم يعلموا أن الثورة قادمة، koora live.
الفصل الثالث: بيب غوارديولا… وتجديد هنري
في صيف 2008، تولى بيب غوارديولا تدريب الفريق،
وقام بثورة جذرية: خرج رونالدينيو، وديكو، وزامبروتا…
وبقي هنري.
لماذا؟
لأن بيب رأى فيه عنصرًا قياديًا هادئًا، يمكنه توجيه ميسي الشاب، والعمل بروح جماعية.
وهنا كانت انطلاقة تييري هنري الحقيقية في كامب نو.
الفصل الرابع: الثلاثي المرعب – هنري، إيتو، ميسي
موسم 2008–2009 كان تحفة فنية هجومية:
- ميسي من اليمين
- إيتو في العمق
- هنري من اليسار
كان هنري يتحرك بذكاء، يفتح المساحات، يمرر، يسجل، ويجذب المدافعين.
لم يكن الأناني فيهم، بل الأكثر تضحية.
🔹 أرقامه في ذلك الموسم:
- 🧢 لعب 42 مباراة
- ⚽ سجّل 26 هدفًا
- 🎯 قدّم 11 تمريرة حاسمة
- وساهم مباشرة في الثلاثية التاريخية: دوري، كأس، أبطال أوروبا
وسجّل ثنائية في الكلاسيكو الذي انتهى 6-2 في البرنابيو… لحظة من الخلود.
الفصل الخامس: التتويج الأوروبي… أخيرًا
نهائي دوري الأبطال 2009، روما، ضد مانشستر يونايتد.
لعب هنري أساسيًا، وركض في كل اتجاه، وشارك في بناء الهجمة الثانية.
فاز برشلونة 2-0، وتوّج هنري بلقبه الأوروبي الأول.
قال بعد المباراة:
“انتظرت هذا اللقب طيلة حياتي… واليوم، أنا بطل أوروبا.”
الفصل السادس: النهاية بهدوء
في موسم 2009–2010، ومع صعود بيدرو وبويان، وتغيرات في الخط الأمامي،
قلّ دور هنري تدريجيًا، وغادر في صيف 2010 إلى نيويورك ريد بولز.
لكنه غادر مرفوع الرأس،
لأنه كان أحد أركان أعظم فريق عرفته الكرة الحديثة.
إنجازات هنري مع برشلونة:
- 🏆 دوري أبطال أوروبا: 2009
- 🏆 الدوري الإسباني: 2009، 2010
- 🏆 كأس الملك: 2009
- 🏆 كأس العالم للأندية: 2009
- 🏆 السوبر الأوروبي: 2009
- 🏆 السوبر الإسباني: 2009
ماذا قالوا عنه؟
- غوارديولا: “هنري من أذكى اللاعبين الذين دربتهم… يفهم متى يركض، ومتى يمرر، ومتى يتراجع.”
- تشافي: “وجود هنري أعطى هدوءًا في الهجوم… هو نجم يعرف كيف يختفي ليجعل الآخرين يلمعون.”
- ميسي: “تعلمت من هنري كيف أكون لاعب فريق، لا مجرد هدّاف.”
الختام: هنري… حين يصبح النجم خادمًا للفريق
قصة تييري هنري مع برشلونة ليست قصة “نجم جاء ليخطف الأضواء”،
بل قصة نجم تنازل عن الضوء… ليضيء الفريق.
لم يكن هنري بحاجة لإثبات أي شيء،
لكنه أثبت لنا شيئًا لم نكن نعرفه:
أن النُبل لا يمنعك من أن تكون قاتلًا داخل الملعب.
في برشلونة، لم يكن هنري هو الملك…
لكنه كان الفارس النبيل الذي خدم المملكة بأفضل ما يمكن.