إريك أبيدال وبرشلونة – القلب الذي لم يستسلم
حين جاء أبيدال إلى برشلونة في صيف 2007، لم يتوقع كثيرون أنه سيصبح أسطورة في ذاكرة الكتالونيين.
فهو ليس مهاجمًا، ولا صانع ألعاب… بل مدافع صامت، لا يُرى كثيرًا في اللقطات…
لكنه كان حاضرًا في أهم لحظات المجد، kooralive.
الفصل الأول: البداية الصلبة
جاء أبيدال من ليون الفرنسي بعمر 28 عامًا، بعد أن أبدع في الدوري الفرنسي وأصبح ركيزة دفاعية في منتخب فرنسا.
وفي أول موسم له تحت قيادة فرانك ريكارد، حجز مكانه أساسيًا في مركز الظهير الأيسر،
وأظهر قدراته الدفاعية الكبيرة:
- طويل القامة
- هادئ تحت الضغط
- سريع على الخط
- صلب في الالتحامات
- وأهم شيء: لا يرتكب الأخطاء الساذجة
لم يكن مثل داني ألفيش من حيث الهجوم، لكنه كان صمام أمان على الطرف الأيسر.
الفصل الثاني: مع بيب… دور أكبر وروح أكبر
مع تولي بيب غوارديولا تدريب برشلونة في 2008، تغيّر كل شيء في الفريق.
وباتت الأدوار التكتيكية أكثر دقة، وأكثر صرامة.
ومع ذلك، احتفظ أبيدال بمكانته، بل أصبح أحد الأعمدة الدفاعية للفريق:
- لعب كظهير أيسر، وأحيانًا كقلب دفاع عند الحاجة
- كان يغطي تقدم ألفيش من الجهة اليمنى
- ساعد بيكيه وبويول في بناء الهجمة من الخلف
وكان دائمًا يُلقّب في غرف الملابس بـ**”الرجل الهادئ”**،
لأنه لا يتحدث كثيرًا، لكنه يفعل ما يُطلب منه بدقة.
الفصل الثالث: المجد الأوروبي… والمأساة التي تقترب
في موسم 2008–2009، كان أبيدال جزءًا من فريق الثلاثية التاريخية.
لكنه غاب عن نهائي دوري الأبطال بسبب الإيقاف، وهو ما آلمه كثيرًا.
لكنه عاد أقوى في المواسم التالية، وساهم في:
- التتويج بالدوري الإسباني أكثر من مرة
- التتويج بدوري أبطال أوروبا مرة أخرى في 2011
- التتويج بكأس الملك وكأس السوبر
لكن فجأة… جاءت الضربة.
الفصل الرابع: السرطان
في مارس 2011، أعلن نادي برشلونة أن أبيدال مصاب بورم في الكبد.
الخبر نزل كالصاعقة على الفريق والجماهير… وعلى ميسي وتشافي وبويول خصوصًا.
خضع لعملية جراحية، وعاد للتدريبات بعد أسابيع فقط.
لكنه لم يتوقف عن الحلم…
وكان السؤال: هل يستطيع أن يلعب مجددًا؟
الفصل الخامس: معجزة ويمبلي
في مايو 2011، وصل برشلونة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر يونايتد في ويمبلي.
وفاجأ غوارديولا الجميع بإشراك أبيدال كأساسي.
لم يكتفِ فقط باللعب… بل لعب 90 دقيقة كاملة، وتألق.
وعندما فاز برشلونة بالكأس،
ركض كارليس بويول، قائد الفريق، وأعطى أبيدال شارة القيادة…
وقال له:
“أنت من يجب أن يرفع الكأس… ليس أنا.”
تلك كانت واحدة من أعظم لحظات الإنسانية في تاريخ كرة القدم.
أبيدال رفع الكأس… والجميع بكى.
الفصل السادس: زرع الكبد… والعودة من الموت
بعد عام، عادت المضاعفات.
وفي 2012، خضع أبيدال لعملية زرع كبد كامل.
الكل ظن أن مشواره قد انتهى.
لكنه عاد…
ولعب مجددًا مع الفريق في 2013، وسط تصفيق حار في كل مباراة.
وفي صيف 2013، أعلن رحيله رسميًا عن النادي، بعدما قدّم كل ما يمكن لجسد مقاتل.
إنجازات أبيدال مع برشلونة:
- 🏆 دوري أبطال أوروبا (2): 2009، 2011
- 🏆 الدوري الإسباني (4): 2009، 2010، 2011، 2013
- 🏆 كأس الملك (2): 2009، 2012
- 🏆 كأس العالم للأندية: 2009، 2011
- 🏆 السوبر الأوروبي: 2009، 2011
- 🏆 السوبر الإسباني: 3 مرات
- 🧢 أكثر من 190 مباراة مع الفريق
ماذا قالوا عنه؟
- بيب غوارديولا: “إنه أعظم مثال على الشجاعة والاحتراف… أبيدال أعاد تعريف معنى القوة.”
- بويول: “هو أخي… وفي تلك الليلة، كان شرف رفع الكأس من حقه.”
- تشافي: “أبيدال هو بطل أكثر من كونه لاعبًا.”
الختام: الأسطورة الصامتة
إريك أبيدال لم يكن الرجل الذي يسجّل أهدافًا،
ولا الذي يظهر في الإعلانات، أو يحصد الجوائز الفردية.
لكنه كان الرجل الذي كسب احترام العالم،
حين صارع المرض، والشك، والخوف…
وعاد ليرفع الكأس باسم كل إنسان لم يستسلم.
في برشلونة، سيظل أبيدال هو “القلب الذي لا ينهزم”
والرجل الذي قال للعالم:
“قد تسقط… لكن لا تنكسر.”