دافيد فيا وبرشلونة: الهداف الذي دخل البيت مكتملًا… وغادره بعد أن أنهى المهمة
في بعض القصص، يأتي البطل مبكرًا… يكافح، ويصعد، ويتحول إلى أسطورة.
وفي أخرى، يأتي في ذروة نضجه… ليكمل لوحة مرسومة مسبقًا، يضيف ضربته، ويغادر قبل أن يتآكل البريق.
قصة دافيد فيا مع برشلونة تشبه القصة الثانية…
اللاعب الذي جاء إلى كتيبة بيب غوارديولا عام 2010 في أوج عطائه، واندمج مع ميسي وتشافي وإنييستا ليُكمل مثلث الرعب، ويساهم في حقبة من أعظم ما شهدته كرة القدم، كورة لايف.
رحلة طويلة إلى الكامب نو
قبل أن تطأ قدماه عشب الكامب نو، كان دافيد فيا قد مر بكل مراحل الكفاح:
من نادي سبورتينغ خيخون إلى ريال سرقسطة، ثم إلى فالنسيا، حيث أصبح من أفضل المهاجمين في العالم، وهدافًا لا يرحم.
كان فيا يمتلك كل شيء:
التسديد بكلتا القدمين، السرعة، الذكاء الحركي، الرؤية، وحتى القدرة على اللعب في العمق أو الأطراف.
وفي عام 2010، وبعد تتويجه بيورو 2008 وقبل كأس العالم، قرر برشلونة أن يُنهي الصراع عليه… فدفع 40 مليون يورو لجلبه من فالنسيا.
توقيع بطل… لدور واضح
كان بيب غوارديولا يبحث عن لاعب يُكمل المنظومة التكتيكية دون أن يطالب بأن يكون النجم الأول.
وكان فيا مثاليًا لهذا الدور:
- هداف بالفطرة
- لا يمانع اللعب كجناح أو مهاجم وهمي
- منضبط تكتيكيًا
- يعرف كيف يندمج في منظومة “التيكي تاكا” دون أن يكسر نسقها
فيا لم يأتِ إلى برشلونة ليصبح ميسي، بل جاء ليُخرج الأفضل من ميسي… ونجح تمامًا في ذلك.
موسم 2010–2011: لحظة التوهج
بدأ دافيد فيا موسمه الأول بقوة، وشارك بشكل أساسي منذ أول مباراة.
سجل في الكلاسيكو الشهير الذي انتهى 5-0، وكان ثنائيه مع ميسي ساحرًا.
بنهاية الموسم، سجل فيا:
- ⚽ 23 هدفًا في جميع المسابقات
- 🏆 فاز بالدوري الإسباني
- 🏆 وساهم في الفوز بدوري أبطال أوروبا، حيث سجل هدفًا لا يُنسى في نهائي ويمبلي ضد مانشستر يونايتد (3-1)
هدفه في نهائي الأبطال، بتسديدة رائعة مقوسة، دخل سجل أهداف برشلونة التاريخية.
الإصابة التي غيّرت كل شيء
في ديسمبر 2011، وخلال مشاركته في كأس العالم للأندية، تعرض فيا لإصابة خطيرة بكسر في الساق…
غاب على إثرها أكثر من 6 أشهر، وفقد الكثير من سرعته ومرونته.
عاد في موسم 2012–2013، لكن تأثيره لم يكن كما كان سابقًا.
رغم أنه سجل 16 هدفًا، فإن انسجامه مع ميسي بدأ يضعف، خاصة في ظل تطور نيمار وسانشيز.
في نهاية الموسم، وتحت قيادة تيتو فيلانوفا، اتخذ النادي قرارًا صعبًا:
بيع فيا إلى أتلتيكو مدريد مقابل 5 ملايين يورو فقط… كانت صفقة تحمل مشاعر مختلطة.
فيا بالأرقام مع برشلونة
- عدد المباريات: 119
- الأهداف: 48
- التمريرات الحاسمة: 24
- معدل مساهمة في هدف كل 104 دقائق
الألقاب مع برشلونة
- 🏆 دوري أبطال أوروبا (2010–11)
- 🏆 الدوري الإسباني (2010–11، 2012–13)
- 🏆 كأس العالم للأندية (2011)
- 🏆 كأس السوبر الأوروبي (2011)
- 🏆 كأس ملك إسبانيا (2011–12)
- 🏆 كأس السوبر الإسباني (2010، 2011)
ماذا قالوا عنه؟
- بيب غوارديولا: “دافيد فيا أفضل من لعب على الجناح الأيسر في مسيرتي، رغم أنه مهاجم صريح. تكيفه معنا كان فنيًا وإنسانيًا مثاليًا.”
- تشافي هيرنانديز: “لم نكن بحاجة لشرح كثير… فيا يعرف متى يتحرك، ومتى يصمت، ومتى يُنهي الهجمة.”
أكثر من مجرد هداف
ما ميّز دافيد فيا لم يكن عدد أهدافه فحسب، بل طريقته في التحرك من دون كرة، وذكاؤه في فتح المساحات لغيره، وهدوؤه في المباريات الكبرى.
في فريق يهيمن عليه ميسي، كان من السهل أن يضيع أي مهاجم آخر… لكن فيا لم يذُب، بل تكامل.
الخاتمة: نهاية قصيرة… لكن لامعة
قضى دافيد فيا ثلاثة مواسم فقط مع برشلونة، لكنه كان أحد أهم القطع في مرحلة ذهبية.
سجل في الكلاسيكو، سجل في نهائي الأبطال، وساهم في تحويل فريق عظيم إلى فريق خارق.
ورغم أن نهايته مع النادي لم تكن مثالية، فإن اسمه سيبقى مرتبطًا بجيل من العباقرة…
جيل لم يكن ينقصه شيء، سوى قاتل بالفطرة مثل دافيد فيا.