Nightlife

صامويل أومتيتي وبرشلونة: قلبٌ من فولاذ… أنهكه الإصرار

صامويل أومتيتي وبرشلونة: قلبٌ من فولاذ... أنهكه الإصرار

صامويل أومتيتي وبرشلونة: قلبٌ من فولاذ… أنهكه الإصرار

حين وقّع برشلونة مع صامويل أومتيتي في صيف 2016، لم تكن الصفقة مصحوبة بالكثير من الضجيج.
مدافع شاب من ليون، يملك بنية قوية، وشخصية هادئة، وأداءً متماسكًا مع منتخب فرنسا.
لكن لم تمضِ سوى أشهر قليلة حتى صار ركنًا أساسيًا في دفاع الفريق، وبدا كأن برشلونة عثر على “بيكيه الجديد” مبكرًا.

إلا أن قصة أومتيتي لم تنتهِ كما بدأت… بل سقط في فخ جسده، واختياراته، وصمت النادي.

أول مواسمه: الانفجار الصامت

في موسم 2016–2017، دخل أومتيتي التشكيلة الأساسية بسرعة لافتة.
تمتع بتمركز رائع، وقوة في المواجهات الثنائية، وهدوء في إخراج الكرة من الخلف، وهو ما أحبه جمهور برشلونة بعد سنوات من المعاناة الدفاعية.

كان يسبق مهاجمي الخصم بخطوة، ويُجيد قراءة الملعب، ولم يكن كثير الأخطاء.
وقد شكّل مع بيكيه ثنائياً صلباً أعاد شيئاً من الهيبة للدفاع الكتالوني.

وفي موسمه الثاني (2017–2018)، ارتفع مستواه بشكل أكبر، وكان من أفضل مدافعي العالم.
ساهم في فوز الفريق بلقب الدوري، ولقب الكأس، وقدم مباريات كبيرة في الكلاسيكو ودوري الأبطال.

كأس العالم 2018… البداية الحقيقية للنهاية

في صيف 2018، شارك أومتيتي مع منتخب فرنسا في كأس العالم…
وكان نجمًا لا يُنسى: صلب في الدفاع، سجّل هدف الفوز في نصف النهائي ضد بلجيكا، ورفع الكأس كلاعب أساسي طوال البطولة.

لكنه فعل ذلك وهو يُعاني من إصابة في الركبة.
الأطباء نصحوه بإجراء عملية جراحية قبل المونديال، لكنه رفض… أراد أن يلعب البطولة مهما كلفه الثمن.

وقد كلّفه ذلك الكثير.

جسد لا يُقاوم… ونادٍ يضيع البوصلة

عاد أومتيتي إلى برشلونة محمّلاً بالمجد، لكنه كان رجلاً بجسد مكسور.
بدأت الإصابة في ركبته تزداد سوءًا، وغاب عن معظم موسم 2018–2019.
النادي اقترح عليه إجراء العملية، لكنه أصر على العلاج التحفظي، في قرار كرره رغم عدم تحسنه.

وبينما كان قلب دفاع فرنسا يستعيد لياقته، ظهر لاعب اسمه كليمنت لينغليه، وبدأ يحل مكانه تدريجيًا.

سنوات النسيان والتجمد

بين عامي 2019 و2022، تحوّل أومتيتي إلى ظل لاعب.
غاب بالأشهر، وإن عاد لا يقدم الأداء المطلوب، وفقد ثقة المدربين والجمهور معًا.

ورغم كثرة إصاباته، رفض مغادرة برشلونة، وتمسّك بالبقاء في النادي، ما أثار امتعاض الإدارة والجماهير في بعض الأحيان، خاصة في ظل راتبه المرتفع جدًا.

حتى وصلت الأمور إلى ذروتها: لاعب غير مرغوب فيه، لا يلعب، ولا يغادر.

لحظة الإنقاذ… إعارة إلى ليتشي!

في صيف 2022، وبعد مفاوضات طويلة، وافق أومتيتي على الخروج معارًا إلى نادي ليتشي الإيطالي، في خطوة بدت متواضعة لكنها ضرورية لإنقاذ ما تبقى من مسيرته.

وفي إيطاليا، بدأ يستعيد شيئًا من مستواه وابتسامته.
شارك بانتظام، وأثبت أنه لا يزال يمتلك ما يُقدّمه… بشرط أن يُعامل جسده برحمة.

وفي صيف 2023، غادر برشلونة رسميًا بعد سنوات من الشد والجذب، والضجيج والصمت.

أرقام أومتيتي مع برشلونة

  • المباريات: 133
  • الأهداف: 2
  • عدد المواسم: 6
  • دقائق اللعب: نحو 11,000 دقيقة
  • أبرز مواسمه: 2016–2018

الألقاب التي حققها

  • 🏆 الدوري الإسباني: 2017–18، 2018–19
  • 🏆 كأس ملك إسبانيا: 2016–17، 2017–18، 2020–21
  • 🏆 كأس السوبر الإسباني: 2016، 2018

تحليل فني: ماذا حصل فعلاً؟

من الناحية الفنية، أومتيتي كان مدافعًا مكتمل الصفات:
ذكي، قوي، لا يرتبك تحت الضغط، يُجيد إخراج الكرة، ويملك شخصية القائد الصامت.

لكن جسده لم يتحمل العبء، واختياره التضحية بمستقبله من أجل كأس العالم كلّفه مسيرة طويلة في القمة.

كما أن إدارة برشلونة في تلك الفترة لم تُحسن التعامل مع ملفه…
فجددت عقده في وقت خاطئ، ومنحته راتبًا ضخمًا رغم حالته البدنية المتدهورة، ما جعل خروجه لاحقًا مهمة شبه مستحيلة، كورة لايف.

الخاتمة: من المجد إلى النسيان… والعبرة واضحة

أومتيتي كان قصة جميلة في بدايتها، حزينة في نهايتها، ودائمة في دروسها.

كان يمكن أن يصبح القائد الجديد لدفاع برشلونة بعد بيكيه…
لكنه فضل كأس العالم، ودفع الثمن جسديًا، ثم دفعه معنويًا في نادٍ لا ينتظر من يتأخر.

رحل بصمت… لكن من يعرف كرة القدم جيدًا، لن ينسى أومتيتي 2018، ولن يتوقف عن التفكير بما كان يمكن أن يكون.