Nightlife

يان أوبلاك وأتلتيكو مدريد: الصخرة السلوفينية التي حمت معبد سيميوني

يان أوبلاك وأتلتيكو مدريد: الصخرة السلوفينية التي حمت معبد سيميوني

يان أوبلاك وأتلتيكو مدريد: الصخرة السلوفينية التي حمت معبد سيميوني

في كرة القدم، قد تُبنى الفرق من الأمام، لكن العظماء يعلمون أن أساس المجد يبدأ من الخلف…
وحين نتحدث عن أتلتيكو مدريد في عهد سيميوني، فإن أول من يتبادر إلى الأذهان بعد الأرجنتيني الصارم هو ذاك الحارس الهادئ: يان أوبلاك.

جاء بصمت، وانتظر طويلاً، ثم فجّر موهبته حتى صار أيقونة في تاريخ النادي، وواحدًا من أفضل حراس العالم في العقد الأخير.

بداية متعثرة… ودرس الصبر

في صيف 2014، وبعد تألق مع بنفيكا البرتغالي، وقّع أتلتيكو مدريد مع يان أوبلاك مقابل 16 مليون يورو — رقم ضخم لحارس في الليغا آنذاك، بل هو أغلى حارس في تاريخ الليغا حينها.

لكن البداية لم تكن سهلة…

ففي موسمه الأول، جلس أوبلاك على الدكة في معظم المباريات، وكان الحارس الأساسي هو ميغيل أنخل مويا.
ولم يبدأ الحارس السلوفيني في إثبات نفسه إلا في مباراة إياب ربع نهائي دوري الأبطال ضد باير ليفركوزن، حيث تصدى لركلات الترجيح ببراعة وقاد الأتلتي للتأهل.

منذ تلك اللحظة، بدأ اسمه يلمع… وبدأت ملامح الأسطورة في التشكل.

أوبلاك وسيميوني: الثنائي الذهبي

سيميوني وجد في أوبلاك ما يحتاجه تمامًا:
حارس طويل القامة، رد فعله خارق، هادئ تحت الضغط، ويتحدث القليل ويفعل الكثير.

أوبلاك لم يكن فقط حارسًا… بل قائدًا صامتًا، يصنع الفارق من منطقة الستة أمتار، ويُحبط الخصوم قبل أن يقتربوا من المرمى.

ومنذ موسم 2015–2016، أصبح أوبلاك الحارس الأول دون منازع، وسرعان ما فرض نفسه كأحد أعمدة الفريق.

جدار لا يُكسر: أرقام إعجازية

  • من موسم 2015–2016 وحتى 2021، فاز أوبلاك بجائزة زامورا لأفضل حارس في الليغا 5 مرات.
  • حافظ على شباكه نظيفة في أكثر من 190 مباراة في الدوري الإسباني.
  • في موسم 2015–16، استقبل فقط 18 هدفًا في 38 مباراة — رقم مذهل يعكس صلابة دفاعه وعبقريته.
  • أكثر من 400 مباراة بقميص أتلتيكو، سجل خلالها ثباتًا نادرًا لم يُرَ منذ أيام كاسياس وفالديس.

تتويج الانتظار: لقب الليغا 2021

لسنوات، كان أوبلاك يقدم مستويات خارقة دون أن يتوج بلقب كبير.
لكن في موسم 2020–2021، قدّم واحدًا من أعظم مواسمه، وساهم في فوز أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني بعد صراع رهيب مع ريال مدريد وبرشلونة.

في ذلك الموسم، كان أوبلاك المنقذ الأهم في لحظات حاسمة:

  • تصديات في الوقت القاتل
  • صمود أمام ركلات جزاء
  • قيادة هادئة لفريق يخوض معارك كل أسبوع

نال بعدها جائزة زامورا، واختير ضمن أفضل حراس العالم، وأثبت للجميع أن أتلتيكو يملك حارسًا من طراز الأساطير.

تحليل فني: لماذا أوبلاك مميز إلى هذه الدرجة؟

  • رد فعل استثنائي: أوبلاك من أسرع الحراس في ردات الفعل رغم طوله الكبير (1.88 م).
  • تمركز ذكي: لا يضطر للقفز كثيرًا لأنه غالبًا ما يكون في المكان المثالي.
  • هدوء ذهني نادر: لا يُظهر التوتر، حتى في أصعب اللحظات.
  • ثبات مذهل: لا تمر عليه فترة “هبوط حاد في المستوى” كما يحدث لمعظم الحراس.

لكنه لا يُجيد اللعب بالقدم مثل بعض حراس العصر الحديث (كإيدرسون أو شتيغن)، وهو ما جعله أقل تفضيلًا لبعض الفرق الكبرى… لكن أتلتيكو لم يحتج أكثر من يديه وقدميه لحماية المعبد.

في كلمات سيميوني:

“أوبلاك لا يحتاج للحديث كثيرًا… هو يتحدث بأدائه، ويكفي أن تنظر إليه لتشعر بالأمان.، كورة لايف

أوبلاك وأتلتيكو: أكثر من مجرد حارس

في عالم تتبدل فيه الوجوه سريعًا، يبقى أوبلاك رمزًا للثبات.

لم يكن يومًا النجم الإعلامي، ولا الحارس الذي يتصدر الإعلانات… لكنه كان الرجل الذي يقف خلف كل نجاح، ويمنح المدافعين ثقة نادرة.

هو يشبه أتلتيكو في روحه:

  • جاد
  • مقاتل
  • لا يشتكي
  • يعمل بصمت… ويحتفل فقط حين ينتهي القتال.

أرقام إجمالية حتى 2024:

  • ✅ أكثر من 400 مباراة مع أتلتيكو
  • ✅ أكثر من 200 شباك نظيفة
  • ✅ 5 جوائز زامورا
  • ✅ لقب الدوري الإسباني (2020–21)
  • ✅ نهائي دوري أبطال أوروبا (2016)

الخاتمة: أوبلاك… الاسم الذي سيُروى للأجيال

حين تُذكر أسماء عظماء حراسة المرمى في الليغا، سيُقال كاسياس، فالديس… ثم سيأتي أوبلاك.

هو ليس فقط أحد أفضل من مرّوا على أتلتيكو مدريد، بل أحد أكثرهم تأثيرًا في تاريخ النادي.
حارس صنع مجده دون ضجيج، وبنى تاريخه بكتل من التصديات… وجدار لا يُكسر.

وسواء بقي حتى نهاية مسيرته أو قرر الرحيل، فإن اسمه سيبقى محفورًا في قلوب مشجعي الأتلتي… كالصخرة التي لم تتزحزح في زمن الاهتزازات.