خوسيه أنخيل إيريبار وأتلتيك بيلباو: الجدار الحديدي الذي حمى هوية الباسك لعقود
في كرة القدم، قد تتغير الأسماء وتُنسى الوجوه، لكن بعض الشخصيات تبقى محفورة في ذاكرة الأندية كالأركان الثابتة.
إنه خوسيه أنخيل إيريبار، الحارس الذي لم يكن مجرد لاعب، بل تجسيدٌ حي للولاء، والصلابة، والانتماء.
حين يُذكر أتلتيك بيلباو، لا يمكن تجاوز اسمه، لأنه كان حارسًا للقيم قبل أن يكون حارسًا للمرمى، kora live.
البداية: من باسيانا إلى سان ماميس
ولد إيريبار في مدينة زاراوتز بإقليم الباسك عام 1943، ونشأ في بيئة تعشق كرة القدم وتعظّم الكرامة والانتماء.
بدأ مسيرته الكروية مع فريق ريال أونيون، قبل أن يلفت أنظار أتلتيك بيلباو في أوائل الستينيات، لينضم إلى النادي عام 1962، ويبدأ رحلة وفاء استمرت 18 موسمًا متتاليًا.
العملاق الصامت: 614 مباراة من الهيبة
منذ لحظة ظهوره الأول، أثبت إيريبار أنه ليس كأي حارس آخر:
- ✅ خاض 614 مباراة رسمية مع أتلتيك بيلباو
- ✅ حافظ على شباكه نظيفة في مئات المباريات
- ✅ كان قائدًا صلبًا، صوته هادئ ولكن حضوره طاغٍ
- ✅ أصبح رمزًا للنادي في الستينيات والسبعينيات
- ✅ حمل شارة القيادة لسنوات طويلة، وكان يُعامل كرمز قبل أن يُعامل كلاعب
إيريبار لم يكن يُنقذ الكرات فقط، بل كان يُنقذ الكيان، وكان الملاذ الأخير في وقت الشدة.
الألقاب والإنجازات
رغم أن أتلتيك بيلباو لم يكن المرشح الأول دائمًا، فإن وجود إيريبار بين الخشبات الثلاث جعل الفريق دائمًا منافسًا شرسًا:
- 🏆 فاز بـ كأس الملك مرتين (1969، 1973)
- 🥈 خاض العديد من النهائيات الحاسمة، وأبقى فريقه صامدًا
- 🏆 كان جزءًا من الفرق التي صمدت أمام عمالقة ريال مدريد وبرشلونة في عصر ذهبي لكليهما
مع المنتخب الإسباني: حامي عرين اللاروخا
لعب إيريبار دورًا كبيرًا في الكرة الإسبانية:
- شارك في 49 مباراة دولية مع المنتخب الإسباني
- كان الحارس الأساسي في تتويج إسبانيا بـ بطولة أوروبا 1964
- لعب في كأس العالم 1966، وواجه كبار العالم بشجاعة
وقد اعتبره النقاد في عصره أحد أفضل الحراس في أوروبا، بل والعالم، لما امتاز به من ردة فعل استثنائية، وتمركز مثالي، وشخصية قوية تُربك المهاجمين.
ما الذي ميز إيريبار فعلًا؟
إيريبار لم يكن مجرد حارس جيد، بل كان نموذجًا مختلفًا:
- 🧠 ذكي تكتيكيًا، يعرف متى يتقدم ومتى ينتظر
- 🧠 هادئ النفس، لا يهتز حتى في أصعب اللحظات
- 🧠 محبوب داخل وخارج الملعب
- 🧠 رجل مبدأ… لم يغادر بيلباو رغم العروض المغرية
- 🧠 كان أول لاعب كرة قدم في إسبانيا يصوّت بشكل علني لحزب يساري، ما جعله رمزًا للحرية والموقف
بعد الاعتزال… ظلّ حارسًا للقيم
بعد اعتزاله عام 1980، بقي إيريبار جزءًا من روح أتلتيك بيلباو، وشارك في بعض المهام الإدارية داخل النادي.
لكنه ظل دائمًا حاضرًا في الذاكرة الجماعية للجمهور، وصورته بقميصه الأسود وقفازاته القديمة لا تزال تُزيّن جدران ملعب سان ماميس الجديد.
“إل تشاتو” (قصير القامة)… لكنه عملاق القلوب
رغم أنه لم يكن أطول الحراس، فإن اسمه بقي أطول من كل الخصوم.
كان يلقبه بعض الزملاء بـ”تشاتو” (القصير الأنف)، لكن لم يكن هناك من هو أطول قامة في الكبرياء والعظمة منه.
تكريم دائم
- أُدرج اسمه في “قاعة مشاهير كرة القدم الإسبانية”
- يُكرّم باستمرار من قبل نادي أتلتيك بيلباو
- يتصدر قائمة أفضل اللاعبين في تاريخ النادي في معظم استطلاعات الجماهير
- أي حارس يظهر في بيلباو يُقارن مباشرةً بـ”إيريبار”… وهذا وحده مجدٌ لا يُشترى