Nightlife

أندوني زوبيزاريتا وأتلتيك بيلباو: البداية الهادئة لأسطورة الحراسة الإسبانية

أندوني زوبيزاريتا وأتلتيك بيلباو: البداية الهادئة لأسطورة الحراسة الإسبانية

أندوني زوبيزاريتا وأتلتيك بيلباو: البداية الهادئة لأسطورة الحراسة الإسبانية

قبل أن يصبح الاسم مرادفًا للثبات والاتزان بين الخشبات الثلاث، وقبل أن يرتدي قميص برشلونة ويكتب المجد مع “الروخا”، كان هناك فتى باسكي هادئ يُدعى أندوني زوبيزاريتا، نشأ بين جبال إقليم الباسك، وتعلّم أبجديات كرة القدم والانضباط في أكاديمية أتلتيك بيلباو العريقة، koora live.

زوبيزاريتا لم يكن حارسًا عاديًا، بل كان تجسيدًا لعقلية الحارس المثالي: الصبر، الثبات، والهدوء حتى في العواصف.

النشأة والبدايات: من لاماسيا الباسك إلى مجد سان ماميس

ولد زوبيزاريتا عام 1961 في مدينة فيتوريا-غاستيز، وبدأ مسيرته الكروية في فرق الشباب بنادي أتلتيك بيلباو.
وفي سن مبكرة، التحق بالفريق الرديف “بيلباو أتلتيك”، ثم شق طريقه بثبات نحو الفريق الأول.

كانت أولى مشاركاته في الدوري الإسباني عام 1981، لكنه لم يصبح الحارس الأساسي إلا في موسم 1983–84، في الوقت الذي كان فيه أتلتيك بيلباو يعيش واحدة من أفضل فتراته التاريخية.

المجد الباسكي: بطولات لا تُنسى

في فترة قصيرة، أثبت زوبيزاريتا نفسه كعنصر لا غنى عنه في منظومة الفريق، وشارك في تحقيق إنجازات خالدة:

  • 🏆 لقب الدوري الإسباني موسم 1983–84، وهو آخر لقب ليغا فاز به أتلتيك بيلباو حتى اليوم
  • 🏆 كأس ملك إسبانيا 1983–84، حيث حقق الفريق الثنائية التاريخية
  • 🏆 كأس السوبر الإسباني 1984

وفي قلب كل هذه الإنجازات، كان زوبيزاريتا يقف بثقة في مرمى الفريق، يصد الكرات، ويقود الدفاع، ويمنح زملاءه الشعور بالأمان.

أسلوب زوبيزاريتا: الحارس المفكر

زوبيزاريتا لم يكن استعراضياً. لم يكن يقفز لمجرد الإثارة، بل كان يعتمد على:

  • 🔹 التمركز المثالي
  • 🔹 قراءة اللعب
  • 🔹 التصدي بهدوء دون تهور
  • 🔹 قيادة دفاعية من الخلف
  • 🔹 شخصية قوية ولكن رزينة

كان يقول دائمًا:

“أفضل تصدٍ هو الذي لا تحتاج أن تقوم به، فقط لأنك كنت في المكان الصحيح مسبقًا.”

الانتقال إلى برشلونة… ولكن بيلباو كان البداية

في عام 1986، وبعد أكثر من 3 سنوات من التألق مع أتلتيك بيلباو، انتقل زوبيزاريتا إلى برشلونة، ليبدأ فصلًا جديدًا في حياته الكروية.

لكن رغم تألقه في كامب نو وفوزه بالبطولات، ظلّ جمهور بيلباو يذكره كـ”الابن الذي كبر في البيت، ومضى ليصنع المجد باسمه واسم عائلته”.

مع المنتخب الإسباني: رقم تاريخي

زوبيزاريتا حفر اسمه في التاريخ الدولي:

  • 🧤 شارك في 126 مباراة دولية مع إسبانيا
  • 🧤 مثل إسبانيا في 4 بطولات كأس عالم (1986، 1990، 1994، 1998)
  • 🧤 كان الحارس الأول لعقدٍ كامل، ومرجعًا في الاتزان والثبات

ورغم بعض اللحظات القاسية، مثل هدف نيجيريا الشهير في مونديال 1998، فإن تاريخه الدولي بقي ناصعًا، واحترامه لم يُمس.

في أرقام:

  • 🧤 169 مباراة مع أتلتيك بيلباو في الليغا
  • 🧤 أكثر من 600 مباراة في الليغا خلال مسيرته
  • 🧤 لم يُطرد أبدًا طوال مسيرته الاحترافية
  • 🏆 ألقاب في الليغا، كأس الملك، السوبر، ودوري الأبطال (لاحقًا مع برشلونة)

بعد الاعتزال: من الملعب إلى الإدارة

بعد اعتزاله في أواخر التسعينيات، انتقل زوبيزاريتا إلى مجال الإدارة الرياضية، وشغل منصب المدير الرياضي لبرشلونة بين 2010 و2015، وكان له دور مهم في بناء الفريق الذي سيطر على أوروبا مع بيب غوارديولا.

لكن رغم ذلك، ظل اسمه مرتبطًا بنشأته الباسكية، وذكراه في أتلتيك بيلباو محفورة في كل ذاكرة باسكية.

إرثه في بيلباو: الحكمة قبل المجد

زوبيزاريتا لم يكن أكثر الحراس إثارة، لكنه كان من أكثرهم ثقة.
هو مثال للاعب الباسكي: ملتزم، متزن، وقوي من الداخل.
جمهور بيلباو لا ينسى أبطاله بسهولة، وزوبيزاريتا هو أحد أولئك الذين غادروا النادي، لكنهم لم يغادروا قلوب المشجعين.