الكرة الذهبية.. موسم بلا أبطال، ومنافسة مشتعلة حتى الرمق الأخير
عادت جائزة الكرة الذهبية لتتصدر المشهد من جديد، وتخطف الأضواء بوهجها المعتاد، بعد أن استعادت بريقها الغائب لسنوات ما بعد الثنائية الأسطورية بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. لكن ما يميز نسخة 2025 هو أن الطريق إلى المجد يبدو مفتوحًا على مصراعيه دون وجود بطولة كبرى تُرجّح كفة لاعب بعينه، لتُصبح أقدام النجوم وحدها هي من ترسم المصير فوق ملاعب الأندية.
كيليان مبابي.. الملك المنفي في قلعة تتهاوى
كان مبابي شعلة النور الوحيدة في موسم رمادي لريال مدريد، النجم الفرنسي أتى من باريس بأحلام البطولة، فوجد نفسه يحارب وحده داخل قصر تتآكل جدرانه.
سجل 39 هدفًا وصنع 4 أخرى، وتصدر المشهد في كل المواجهات الكبرى. من هاتريك أمام مانشستر سيتي، إلى ثلاثية تاريخية في الكلاسيكو ضد برشلونة، أصبح ثالث لاعب يسجل “هاتريك” في كلاسيكو الليجا في القرن الجديد.
لكن، الريال خذل مبابي.. خسر الليجا، خرج من دوري الأبطال أمام آرسنال، وسقط في نهائي الكأس. وحده كأس العالم للأندية – إن فاز به – قد يمنحه دفعة أخيرة نحو الحلم الذهبي.
محمد صلاح.. النجم الذي ترنّح في الربع الأخير
بدأ صلاح موسمه كإعصار لا يُوقف. 33 هدفًا و23 تمريرة حاسمة، وكان المحرك الأبرز خلف تتويج ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي رقم 20، معادلاً رقم مانشستر يونايتد التاريخي.
تصدر قائمة الهدافين وصناع الأهداف، وتقدم في ترتيب هدافي البريميرليج التاريخي ليصبح على بُعد هدفين من أندي كول.
لكن الخروج من دوري الأبطال أمام باريس سان جيرمان كان بمثابة الضربة القاضية. منذ تلك الليلة، تراجع مستوى “الملك المصري”، وسجل هدفًا وحيدًا في آخر شهرين، لتتقلص فرصه في أن يصبح ثاني أفريقي يتوّج بالكرة الذهبية بعد جورج وياه عام 1995.
رافينيا.. الرصاصة البرازيلية التي لا تخطئ
في صمت، شق رافينيا طريقه نحو المجد. بعدما كان على وشك الرحيل عن برشلونة، أصبح قائدًا في عصر هانز فليك الجديد.
سجل 34 هدفًا وصنع 25 آخرين في موسم مذهل، وتحوّل إلى عقدة دائمة لريال مدريد: ثنائية في الكلاسيكو الأخير، وهاتريك في السوبر الإسباني.
تألقه لم يتوقف محليًا، بل امتد إلى أوروبا، بهدف في شباك بايرن ميونيخ وهز شباك إنتر في نصف النهائي. ورغم عدم فوز برشلونة بدوري الأبطال، فإن ما قدمه رافينيا هذا الموسم لا يمكن تجاهله.
لامين يامال.. سحر لم يُولد من قبل
في عمر الـ17، أصبح لامين يامال الاسم الذي يرعب أي ظهير في العالم.
16 هدفًا و24 تمريرة حاسمة، لكنه لم يكن مجرد أرقام، بل حالة فنية نادرة تذكر الجماهير بمراهقة ليونيل ميسي الساحرة.
سجل في الكلاسيكو ذهابًا وإيابًا، وصنع في كل مباريات الكأس تقريبًا، وأبدع أمام إنتر في دوري الأبطال. إن استمر هذا السحر حتى النهاية، قد نشهد تتويج أصغر لاعب في التاريخ بالكرة الذهبية.
عثمان ديمبيلي.. أخيرًا رأيناه كما يجب
سنوات من خيبات الأمل، وإصابات، وعروض باهتة، انتهت هذا الموسم. ديمبيلي انفجر مع باريس سان جيرمان تحت قيادة لويس إنريكي، وسجل 33 هدفًا وصنع 13 في موسم لا يُنسى.
قاد باريس للفوز بالدوري والسوبر، وها هو الآن على بعد خطوة من المجد الأوروبي. إن تُوّج بدوري الأبطال، فسيكون الفرنسي هو الاسم الأقرب للكرة الذهبية.. موسم بعد تعويض رحيل مبابي، وتحوّله من لاعب مزاجي إلى نجم حاسم، kooralive.
الكلمة الأخيرة لم تُكتب بعد
في ظل غياب بطولات دولية هذا العام، يبقى المشهد مفتوحًا على كل الاحتمالات. هل يذهب المجد لمبابي إذا رفع كأس العالم للأندية؟ أم يتوّج صلاح بجائزة طال انتظارها إن أنهى الموسم بأرقام تاريخية؟ هل يفاجئ رافينيا الجميع؟ أم يسطع نجم يامال في سابقة لا مثيل لها؟ وهل أخيرًا تنصف الكرة الذهبية عثمان ديمبيلي؟
في 2025، لا أحد يملك الإجابة، لكن الأقدام تتحدث.. والكرة لا تكذب.