Nightlife

حين رقص السامبا في كتالونيا: نيمار وقصة الحب التي لم تكتمل مع برشلونة

حين رقص السامبا في كتالونيا: نيمار وقصة الحب التي لم تكتمل مع برشلونة

حين رقص السامبا في كتالونيا: نيمار وقصة الحب التي لم تكتمل مع برشلونة

في صيف 2013، حين غصت مدرجات “كامب نو” بعشرات الآلاف من الجماهير، لم يكن الحدث مباراة كلاسيكو ولا حتى تتويج بلقب جديد، بل كان مجرد تقديم لاعب شاب قادم من البرازيل، يحمل اسماً بدأ يرنّ في آذان أوروبا: نيمار دا سيلفا.

بابتسامة خجولة وتسريحة شعر مجنونة، وقف نيمار أمام الجماهير ليبدأ واحدة من أكثر القصص إثارة في تاريخ برشلونة، قصة امتزجت فيها المهارة بالجدل، والإبداع بالغموض، والذهب بالدموع.

الفصل الأول: من شواطئ سانتوس إلى وهج كامب نو

جاء نيمار إلى برشلونة وسط زفة إعلامية ضخمة. كان قد سطر فصولاً مذهلة مع سانتوس، جعلت منه “الوارث المنتظر” لأساطير البرازيل، بل ويضعه البعض كخليفة طبيعي لميسي نفسه.

لكن بدايته لم تكن سهلة. في موسم 2013-2014، وجد نيمار نفسه في ظل ليونيل ميسي، وفي دوري يختلف كثيراً عن ما اعتاد عليه في البرازيل. احتاج لبعض الوقت للتأقلم، لكنه ما لبث أن بدأ يُظهر لمحات من سحره: مراوغات خادعة، أهداف بلمسات ساحرة، وجرأة لا يملكها إلا أولئك الذين وُلدوا ليلعبوا الكرة.

الفصل الثاني: ولادة الثلاثي الأعظم في التاريخ

في صيف 2014، جاء لويس سواريز إلى برشلونة، وبدأ العالم يتابع ولادة واحد من أعظم ثلاثيات الهجوم في تاريخ كرة القدم: MSN – ميسي، سواريز، نيمار.

كانت الكيمياء بينهم خارقة، كما لو أن موسيقارًا عظيمًا جمعهم في سيمفونية واحدة. لم يكن هناك أنانية، بل توزيع عبقري للأدوار. ميسي بقي صانع اللعب والقائد الهادئ، سواريز كان المهاجم القاتل، أما نيمار؟ فقد أصبح الشرارة التي تُشعل كل شيء.

في موسم 2014-2015، قدم الثلاثي أداءً إعجازيًا. نيمار سجّل 39 هدفًا في جميع البطولات، وبلغ ذروة مستواه في دوري الأبطال، خصوصًا في الأدوار الإقصائية. في النهائي ضد يوفنتوس، سجل الهدف الثالث في الدقيقة الأخيرة، مؤكدًا فوز برشلونة باللقب الخامس لدوري أبطال أوروبا.

كانت تلك الليلة ذروة الحلم. نيمار، ابن الأحياء الشعبية في ساو باولو، بات الآن بطل أوروبا. لكن ما لم يكن أحد يعرفه، هو أن لحظات المجد تلك كانت أيضًا بداية النهاية.

الفصل الثالث: الطموح، الظل، والانفجار

رغم النجاح الساحق، بدأ نيمار يشعر أنه لا يزال في ظل ميسي. وبينما كان يُنظر إليه في البرازيل كملك قادم، كان في كتالونيا مجرد أمير بجانب الملك.

مع مرور الوقت، ومع بعض التوترات داخل النادي، بدأت تطفو على السطح إشارات القلق: شائعات عن رغبة نيمار في الرحيل، تقارير تتحدث عن تدخل والده في القرارات، وقضية مالية غامضة حول صفقة انتقاله من سانتوس.

لكن الصدمة الكبرى جاءت في صيف 2017. وبشكل مفاجئ، دفع باريس سان جيرمان الشرط الجزائي الخيالي في عقد نيمار: 222 مليون يورو. وبلمح البصر، غادر النجم البرازيلي برشلونة، مخلّفًا وراءه جماهير مذهولة، وناديًا فقد أحد أعمدته الفنية.

الفصل الرابع: إرث لم يُكتب حتى النهاية

رغم قصر الفترة، فإن نيمار ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ برشلونة.

  • لعب 186 مباراة
  • سجل 105 هدفًا
  • صنع أكثر من 60 تمريرة حاسمة
  • وحقق 8 ألقاب، منها ثلاثية تاريخية في موسم 2014-2015.

لكنه لم يكن مجرد أرقام. كان نيمار متعة بصرية خالصة. لاعبًا يُذكر في كل لمسة، في كل مراوغة، في كل احتفال.

وبرحيله، لم يخسر برشلونة فقط جناحًا موهوبًا، بل خسر خيالًا لا يتكرر، وقطعة فنية كانت تكتمل بها لوحة الـMSN.

الخاتمة: هل ندم نيمار؟ وهل سامحته كتالونيا؟

منذ رحيله، لم يعرف نيمار نفس المجد مع باريس سان جيرمان. الإصابات، التوترات، وفشل دوري الأبطال كلها طاردته.
وفي المقابل، لم ينجح برشلونة في تعويضه بلاعب بنفس التأثير، بل دخل في دوامة من القرارات السيئة والانحدار الفني، كورة لايف.

في كل مرة تثار فيها شائعات عودة نيمار إلى برشلونة، يشعر البعض أن القصة لم تُغلق بعد، وأن القلب البرازيلي لا يزال ينبض بحب كامب نو.

لكن الحقيقة تبقى: نيمار وبرشلونة عاشا قصة حب سريعة، مثيرة، وناقصة… قصة تركت وراءها ضحكة طفل، ودمعة نجم، وصورة لن تُمحى من ذاكرة كرة القدم.